المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف خاطرة

عزيزي يا صاحب الظل الطويل || لماذا نتمنى ما لا نعمل لأجله؟

صورة
  عزيزي يا صاحب الظل الطويل..  إن الواحد منّا يعجز عن بثّ شكواه، ويعيش ألمه وكثير أفكاره وحِيرته وسيّء مشاعره ومخاوف قلبه وحده، يحملها على عاتقه ويتجوّل بحثًا عن الأمان وعن يدٍ ممتدة تعينه على نوائب نفسه والحياة وكثير العثرات، يتجوّل بحثًا عن ركنٍ آمِن يُفضي إليه خلجات قلبه دون تردد وحيرة، وحينما يوشك أن يمسك تلك اليد، ويُلقي بكُلّه في ذلك الركن يجد الخوف حاجزًا يحول بينه وبين هدوء عقله وسكون قلبه، يخاف ألا يُفهم ويُكسر ويُخذل وأن يُترَك وحيدًا عند اعتياده الأمان.. لذلك يتّخذ ماهو عكس سجيّته درعًا يحميه من لُطفٍ غير معهود، وفائض شعوره المخيف.. عزيزي، إن هذه النفس غريبة، غريبةٌ جدًا، وكلما ظنّ الواحد منّا أنّه قد أدرك مداخل نفسه يتفاجأ بجهله التّام لها..  ما معنى أن يتّخذ الإنسان قرارات عكس إرادته ويعيش مالا يُريد عيشه، ويتمنّى ما لا يعمل لأجله؟ ما معنى أن يكون الإنسان إلى هذا القدر كائن مترددٌ خائف لكنه يتّخذ أشجع القرارات وأصعبها؟ ما معنى أن يرغب الإنسان السهولة واليُسر ثم لا يلبث إلّا أن يختار الصعوبة؟ لا أجد تفسيرًا لكل هذا إلا لأنّه لم يأمن بعد، إنه يختبر كل ما هو محي...

عزيزي يا صاحب الظل الطويل || التعلّق رهينة.. والحرية وهمٌ قاسٍ!

صورة
 عزيزي يا صاحب الظل الطويل..  أعيش أيامي هذه رفقة تساؤل جديد يُرهق قلبي وعقلي، يعود بي لذكريات الطفولة المُتعِبة ومشاعر اختبرتها بسوء وألم في محطات عدة من محطات حياتي، تساؤلي يا صديقي هو: مالي كلّما أوشكت على التعلّق بشيء فرّ منّي أو فررت منه خوفًا ورهبة؟!  أعلَم.. أن المرء يُهزَم بأحبِّ الأشياء إلى قلبه، وإن حاول الاتزان وتحكيم العقل والعيش وِفق نواميس الحكمة والمنطق، ولكنّ الكفة الراجحة دائمًا ما ينتهي بها الأمر أن تميل إلى القلب وإن لم يكن لصالحه!  منذ صغري وأنا أعيش حالة كرّ وفرّ بين ما أتعلّق به - وإن كان شجرة - وبين ما كتبه القدر عَليّ..  وعندما وضعت الشجرة كمثال فأنا أقصدها بألم، كان في حديقة منزلنا شجرة تين، مُثمِرة بوفرة، أُقتُلِعَت فحزنت على نفسي، ومنذ تلك اللحظة لم أتذوق تينًا كحلاوة الذي كنت آكله منها في طفولتي مرارًا، ولم أجلس في ظل شجرة كظلّها، وإلى هذه اللحظة كلما مررت بشجرة تين أرثيها! كان لي سلحفاة، نعم سلحفاة بالكاد تتحرك، لا تُصدِر صوتًا، لكنّها كانت لا تُخرِج رأسها الصغير من صدفتها إلا لِي.. أظن أنها كانت تحبّني كما كنت أفعل.. أسميتها "سلحوفة...

عزيزي يا صاحب الظل الطويل || مسافة بين القلب والعقل.. مسافة التيه والبحث

صورة
  عزيزي يا صاحب الظلّ الطويل.. أزعم أنّك نسيتني بعدما هجرتني حروفي جرّاء الركض في دوّامة الحياة لا المتناهية، وشتت فِكري كثرة مجرباتها وتلاعبت بقلبي عديد المشاعر المتناقضة، ورجّ نفسي كثير الصراعات وضعف الحيلة وانعدام القرار ومخاوف الرحلة والقلق من العواقب.. وآمل أن تكون سليمة..  لا أعلم حقًا إن هجرني حرفي، أم أنّي أتهرّب منه خوفًا من أن أضع حقائق نفسي بالكتابة والسرد نُصب عيناي، وحذرًا من أن أسرّب خواطري الشائكة فأكونُ عرضةَ العيان، وهذا مالا أحب أن أكونه! لكنّي افتقد الكتابة لك..  شخصٌ مثلي يفيض بالشعور والأمل والحياة والشغف والحلم والحب والرحمة، يتّخذ من القرارات أشجعها، ومن الطرق أصعبها، ومن الرحلات أشقاها، ومن الأحمال أثقلها، ومن المسارات أطولها؛ فقط حينما يأْمن نفسه ويؤمن بأنه مُراد كما يُريد، شخص مثلي يقع في حب المشقّة إن آمن بالوِجهة وأحبّها.. شخص مثلي كثير الحُلم لا يُريد من حلمه رفضًا أو كِبَرا!  ولكّنه يا سيّدي منتصف الطريق وتساؤلات هذه المرحلة المُتعِبة، فلا أنت قُرب المرسى فيسهُل الاستسلام، ولا قُرب الوجهة ترى منارةً تُعلِن قُرب الوصول! مرحلة...

عزيزي يا صاحب الظل الطويل || أحبّ محادثتك..

صورة
  صديقي يا صاحب الظل الطويل..  وإن كنت صديقًا خياليًا أعرفه بيني وبيني، ولكنّي أحبّ محادثتك؛ ربما لأنّك وحدك تفهمني حتى دونما كلمة منّي، وتتقبّلني كما أنا بكُلّي: بعيوبي قبل محاسني، بظلمتي قبل إنارتي، وبفشلي قبل نجاحي، إن قلّ عطائي وإن ذبلت روحي..ولأنك لا تطلق عليّ الأحكام فقد أتقنتَ معرفتي يقينًا.  مثلك أنا، لا أحبّ الازدحام، ازدحام الأشخاص، المهام، الأحلام.. وعلى العكس؛ أحبّ أن أعطي القلّة الحقيقية التي تُحيطني جهودًا صادقة، أحبّ سقاية بذوري المفضلة بأغلى ما أملك.. قلبي  مثلك أنا، أخاف الانفعالات الغاضبة الغير مُبررة، وأؤمن بأنّ كل الانفعالات الغاضبة غير مُبررة إلا تلك الثورية التي تحمل في طياتها اتتفاضة ضد ظلم وطغيان واحتلال.. أخاف الصوت العالي جدًا، وعراكٌ المتحابين، ومشاحنة بين صديقين، وجرحٌ لا يلتئم، وأخاف على أغلى ما أملك.. قلبي مثلك أنا، أحب الأحلام وإن كانت بعيدة المنال، أحب فكرة أن العقل بالخيال قادر على السفر بعيدًا بالزمان والمكان وإن أحاطَ بالجسد جدران زنزانة، وبالقلب جذران خذلان، وأحبّ أغلى ما أملك.. قلبي  مثلك أنا، لا يُخيفني سوى أن أفقد البوصلة و...

الطمأنينة..

صورة
  ولكن هذه المرّة يا الله، لا أريد سوى الرضى والطمأنينة، وأن يأتيني ما أحب وأتمنى مباركًا محفوفًا بألطافِك وتيسيرك وحُبّك، هذه المرة لا أريد أن أُنهِك نفسي وأُثقِل كاهلي بالمزيد من الأحلام التي لا تتحقق والأمنيات التي تنأى عنّي، لا أريد أن أُرهِق قلبي بالتمنّي وعقلي بفرط التفكير؛ لقد أُنهِكتُ آنِفًا حتى تفطّر قلبي، وبكيتُ ليالٍ وليالٍ على نفسي، مرّت بي أيامٌ كان اليأس ولا شيء غير اليأس يُحيط بي ويُقطّع شراييني واحدًا تلو الآخر رويدًا رويدَا، فقدت ما فقدت، وعشت داخل متاهات اعتقدت استحالة الخروج منها.. لا أريد لكل هذا أن يتكرر معي، هذه المرة أُريد أن أهنأ وأن يهدأ قلبي وأن أحب كل ما تختاره لي وأن أرضى بأقدارك لي، فهذا القلب الذي لا يتجاوز حجمه حجم كف يدي الصغير لا يقوى على أن يُخذَل بعد الآن..   أدعوك أن تجعل هذه الدنيا بين يديّ لا في قلبي، وأن تجعلني أسيرُ بخفّة، أعيشُ بهدوءٍ فيما ترضى، وأموتُ على ما تُحِب.. لا مزيد من الصراعات، والركض خلف المجهول، وتمنّي المستحيلات، والتأمّل فيما لا أمل فيه، ولا مزيد من الصراخ الذي لا يسمعه غيري، لا مزيد من الأرق والكوابيس، ورفاق السوء والأماك...

لأنّه كامنٌ فِيك

صورة
  أكثر قراراتي جُرأة؛ اتخذتها للهرب من وضعٍ لا يُحتمَل وواقعٍ أليم! صنعت فُرصًا عندما خسرت الكثير منها، وفتحتُ بقلبٍ مُرهف ويدين مُرتجِفَتين أبوابًا بعدما أوصِدت في وجهي أبوابًا أخرى بقوة، تظاهرت بعكس ما أنا عليه لأنأى عن شفقةٍ ومذلّة.. لكنّي مهما هربت مُبتعِدة عن أشخاصٍ خذلوني وأماكن سرقوا منّي نفسي وتحديّات أرهقتني وتجارب ردمت ذاك الطفل بداخلي، ومهما حاولت أن أصنع متكّئات جديدة وأعوّض أحزاني بضحكات مزيّف واللعب على أوتارِ الحياة بمعزوفاتٍ لا أتقِنُها، أُدرِك أن هذه المحاولات ماهي إلا أضحوكة اصنعها لأُسلّي بها نفسي، ونهاية كل يوم أقول لها بواقعية: وإن كنتِ على كوكبٍ آخر همُّكِ لن تهربي منه لأنّه كامنٌ فِيك والذي يكمنُ فينا لن نهرُب منه إما أن نتعايش معه أو نتناساه والتعايش معه موتٌ بطيء، وتناسيه أكذوبة لن تُصدّقيها وإن تظاهرتِ بذلك!

مَن أحبّ مجالستهم..

صورة
  في حياتي تعرّفت على الكثير من الأشخاص وصادقت العديد منهم، جالست وحادثت منهم من استطعت سواءً واقعيًا أم افتراضيًا، أشخاص من مختلف الأعمار والأفكار، ولا يخلو الأمر من استفادة ودرس تعلّمته وأدركته من كل من صادفت وحادثت وجالست.  لكنّي لم أشعر قط بالراحة  والسكينة والطمأنينة إلا مع أولئك كثيري الحديث عن الله، كثيري الاستشعار لرحمته ولطفه وعطفه وحنانِه، عظمته وكرمه، أولئك الذين يجاهدون أنفسهم لئلّا تظل وتُفتَن، وقلوبهم لئلّا يُطبَع عليها، وبصائرهم لئلّا تُعمى، أولئك كثيري الحديث عن السبيل إلى رضى الله والخوف من سخطه والطمع في رحمته وتمنّي جنّته، يتحدّثون عن الله وهم موقِنون بأنه أقرب إليهم من حبل الوريد واقعًا وحقيقةً وشعورًا وحُبًّا، أولئك الذين لا يُرى عليهم "ظاهِر التديّن" بقدر ما يُرى في أفعالهم وأقوالهم ويُستَشعَر في القرب منهم وحين النظر في أعينهم.  إنّي والله أحبّ مجالستهم؛ لأنّي أتعرّف على الله خلالهم، أشعر معهم كما لو أنّ كل سكينة هذا العالم تتنزّل علينا، وتغشانا رحمته سبحانه وتحفّنا الملائكة.. حنانيك يا الله، ردنا إليك ردًا جميلا، ورقق قلوبنا بخشيتك، واملأ جوان...

كمّل بقلبي..

صورة
  بين مطبّات الحياة، حلوها ومرّها، أفراحِها وأتراحها والخسارة والكسب، تعلّمت دومًا أن أختار الخيار الأشجع لا الأكثر أمانًا مهما كلّفني من ألم واستنزاف، استغنيت عن حياة الركود تلك التي ظاهرها هناءً ومضمونها شقاء لمن يعِي ويُبصِر، واخترت أن أتجدد كل يوم، وفي ميدان المعركة اخترت دائمًا أن أكون في وجه المدفع لا أن أختبئ خلف الكثبان؛ فأنا أؤمن أن الحياة الحقيقية تكمن في المواجهة وقبول التحدّي أيًا كان!  لطالما وصفني من يُحيط بي بالشُّجاعة وأن لا مكان للخوف في قلبي، اعتبرت نفسي كذلك لمُدّة مضت عندما كان ما يُواجهني صغيرًا، صغيرًا جدًا كحجم قلبي وكفّ يدي؛ فلم يكُن يُخِيفني وإنّما كنت أستمتع بالمواجهة والتحدّي.  لكن ما يواجهني ضلّ يكبر ويسبقني وانشغلت أنا عنه في الحنوّ على قلبي وقلوب من أحب، فَنسيتُ أن أكبُر وبقيت هنالك حيث براءة الطفولة وكل ماهو حقيقي..  ومع هذا؛ احتفظت بظاهري الشجاع رغمًا عنّي، فهذا ما فرضه الواقع لا ما اخترته أنا طوعًا، أو بالأحرى لأقول: هذا ما اختاره أنا؛ لأنه لا مكان إلا للشجاع في هذا الواقع المُخيف.  ضلّت التحديات تكبر والمواجهة تزداد حدّة وميدان ...

ذات لحظة..

صورة
ذات لحظة، عندما كنت أصغر عمرًا وفِكرًا وشعورًا، ذات قلبٍ أضعف وأحلامٍ تكبُرني كمًا وحجمًا.. اعتقدت أن السعادة هي الغاية، والهناءَ والرّاحة والسكون هم الحالات الطبيعية التي يعيشها معظم الناس، إلا من لم يكُن لهم حظًا وفيرًا من هذه الدنيا، واعتقدت من أحداث كثيرة توالت أنني من فَقِيري الحظ وقد كُتِب عليّ الشقاء، إلى أن أحقق الغاية الكُبرى، ألا وهي "السعادة".  فكبرت عمرًا وفِكرًا وشعورًا، وقويَ قلبي وربّما اكتسب بعض القسوة أيضًا، وازدادت أحلامي حجمًا فاصطدمت بواقعٍ ضيّق مُحزِن، وإذ بي أتعلّم من الحياة شيئًا فشيئَا، فأعيشُ تارّةً في هناء وراحة وطمأنينة وتارّة في همٍ وشقاء.  عشتُ لحظات متفرّقة كُنتُ فيها في أوجِ سعادتي ونشوتي لبعض المكتبسات الماديّة منها وتلك المعنوية شعرت فيها أنني الأسعد على وجه البسيطة حتى وددتُ لو أن بمقدوري أن آخذ من فيض سعادة قلبي وأسكبها في قلوب المحزونين، كما عشتُ لحظات أخرى خسرت فيها أصدقاء وأحبّة وأحلامٍ والكثير من نفسي.. لحظاتٍ كنت فيها في أعمق وديان حُزني أغرق حتى الاختناق ولا مُنقِذَ يشدّ يدي الممدودة وقلبي المُستغيث؛ فأضلمتْ الدنيا أمامي واسودَّت الحيا...

قلبٌ مُثقَل..

صورة
  لا أحد يعلم كم مُثقَلٌ هذا القلب بالهمّ، وكم مُستنزَفةٌ هذه الروح ومُتعبة، لا أحد يعلم مدى انبعاث الحزن في هذه النفس التي ما رغبت شيئًا إلا وكان أبعد ما يكونُ عنها، وما تمنّت شيئًا إلا واستحال تحقيقه..  هذه السبيل طويلة ومُرهِقة حدّ البُكاء، ليس فقط بكاء العينين، وإنما بكاء كل شيء حتى الشجر الهامِد، هذا الليل طويلٌ جدًا ومليءٌ بالآلام والجروح وبعض الأحلام المُبَعثرة، هذه الحياة باتت ممات، وهذا الجسد اقترب لأن يكون جُثّة هامدة لا فرق لديها بين هناءٍ وشقاء. ولأن الروح ليست هنا، ولأن القلب تعِب هذه الدنيا الدنيّة، فالروح حنّت للجِنان، والقلب قد بات زهرة ذابلة تتساقط بتلاتها واحدةً تلوَ الأخرى..  وأنا أنَا صامِدة كعادتي، تُستَمدّ مني الحياة وأنا المُحتاجةُ إليها، أعيش أيامًا أُحسَدُ عليها ولست قادرة على الإحساس بمدى لُطفها، أعيشُ بروحٍ ما عادت تحتملّ إخفافًا آخر.. أعبر الطرق والأماكن والأشخاص بهدوء؛ حتى يظنّ الرائي أن طمأنينة الكون قد بُعِثت في نفسي بينما يفزع الغائص من رمادٍ نُثِر فيّ بعدما حُرِقتُ وحُرِقَت كُلّ آمالي.

أيكفي التمنّي؟!

صورة
 أيكفي التمنّي للوصول؟! أيكفي التمنّي لعودة اللحظات التي اعتقدنا أنّها ستدوم عمرًا لكننا الآن نفقتدها ونفتقد معها من أرواحنا جزءًا؟! أيكفي التمنّي للوَصل بعد القطع وللمُضيّ قُدُمًا بعد الرجوع خلفًا وللفرحة بعد الأسَى وللالتئام بعد الجرح وللإشراق بعد الانطفاء؟!  أيكفي التمنّي للنسيان، وكأنّ شيئًا لم يكُن؟!  لقد أرهقنا التمنّي وأهلكَنا، وما يُذبل الروح أكثر  هو أن ما نتمناه قريب، قريب جدًا لكنّه يتحقق لغيرنا بل ويتحقق لهم دونما تمنّي!! وهذا ما يجعلنا أكثر أملًا وأكثر طمعًا في احتمالية تحققه لنا يومًا، لكنّه لا يفعل!  أيكفي التمنّي لألّا نتمنى؟! أيكفي التمنّي لألّا نُخذَل ونُجرَح ونُرهَق مرارًا وتكرارًا؟!  لا يكفي التمنّي ولن يكفي يومًا، ولكنّ الرضا رغم عُسره يكفي، يكفي على الأقل لعيش ما تبقّى لنا من الحياة..

إلى متى؟!

صورة
  إلى متى؟ إلى متى ستظل الحياة تلعب لعبتها الخبيثة هذه!! تأخذنا حيث لا نريد وتُبعدنا عن حيث ننتمي، إلى متى سيظل الهم يُثقل أرواحنا ويُدمي قلوبنا وتعبث كل هذه الأحداث المتوالية المفاجئة الصادمة بمخالبها بكل شراسة بمشاعرنا وعواطفنا ترمي بنا أرضًا وتعنفنا بكل ما أوتيت من قوة!  إلى متى سنتظاهر بالقوة والسعادة والرضى وداخلنا يتقطّع ألمًا ومقتا وبغضًا، ولا يوجد في تحكمنا ما يُفعل إزاء ما يجري لنا وما حولنا غير البكاء في الظلمات بعيدًا عن أعين من هم حريّ بهم أن يساندوننا ويعينوننا على نوائب الحياة وعثراتها؟!  أتعبتنا هذه الهموم قطّعت أورِدتنا ونزف دم الحياة من شرايين أرواحنا قطرة قطرة، ليسقي الأرض التي نعيش عليها حتى يدفننا في باطنها، يدفننا بأحلامنا وآمالنا يدفن قلوبنا الصغيرة بعدما لاقت ما لاقت مما لا تحتمل ولا تستحق، يدفننا بآهاتنا وحسراتنا والكثير من الكلام الذي كاد يخنقنا والتساؤلات التي أرّقتنا ليالٍ وليال لم نجد لها إجابةً شافية بعد..  ولكن ليس كُل ما يُسأل يُجاب، وليس كل ما يُؤمَل يحدث، وليس كل ما يُتمنّى يُدرك.. هكذا هي الحياة التي كُتب لنا العيش فيها، لم ولن تكُن ...

إلى كل أبٍ وأم، إلى كل راعٍ.. رسالة..

صورة
احتووا بناتكن، ولتكونوا مصدر ثقتهن وحبهن والسبب خلف كل جميل فيهنّ وفيما يفعلن. صاحبوهنّ، رافقوهنّ، حادثوهنّ في شتى الموضوعات والقضايا، أدرِكوا ما يجول في خواطرهنّ من أفكار وقلوبهنّ من مشاعر وأحاسيس، شاركوهنّ اهتماماتهن وما يحبنّ، وكونوا دومًا بالقرب منهنّ، مُتّكأً لأرواحهن إن أُرهِقت، وملجأً لهنّ من نوائب الحياة وعثراتها. اجعلوا تربيتكم لهن توجيهًا وإرشادًا وتفاهمًا وحوار مبنيةٌ على أساس الحب والإحترام والتقدير، وليس الخوف! علّموهنّ أن الخوف من الخالق وحده وليس من أي مخلوقٍ مهما كان كيانه ومكانته ومنصبه، ولا يوجد في الدنيا منذ أن خُلِقت إلى يومنا هذا وبكلّ ما على وجه البسيطة ما يستحق أن نعصي ربّ الدنيا من أجله. وأن الرزق مكتوب، وفي السماء رزقُنا وما نُوعَد، ولن تُقبض روح حتى تستوفي رزقها، فلتأخذ رزقها بعزة النفس. وأنّ العلم نور، نور العقل والقلب، وسلاحٌ وحُجّة، فلتتعلم! وأن الجدية والحزم مع الرجال قوّة، والتدلل على الأهل قوة لكنّها من نوع آخر. وأن الحب إن لم يكن لله وفي الله وبرضا الله نقمة ولن يُبارَك، وأن حب الله هو الحب الأسمى فهو سكون العقل وطمأنينة القلب ورِفعَة الروح. علّموها، أن...

أيا جميلة

صورة
أيا جميلة...   كيف لجمالك أن يهون على قلوب القُساة، كيف لعقولهم أن تطمح للتقاتل فيكِ؟!     كفى حرباً، كفى ألما، كفى وجعاً    والله إن قلوبنا قد إنفطرت، سئمنا النزاع والحروب،سئمنا الأنين والشجن   متى يعمّ السلام بــلادنا كمـا الحــرب الآن !  متى سيُعمّ العدل أرجاء وطني الدامي!     إلى متى سيُروى الوطن بالدماء!  إلى متى يفقدن الأمهات فلذات أكبادهن!  إلى متى صراخ الأطفال وفزعهم من التفجير والقذائف!  متى ستُستبدل دموع الحزن بدموع البهجة؟!     ألم يحِن وقت البناء بعد! أوَ لم يحن وقت العمار؟! متى سنسنح للحوار الفرصة أن يكون لغتنا؟  ويحكمنا العدل والمنطق بدلاً عن لغة السلاح؟  ولحي العِلم سلاحنا    وبخالقي أقسِم أنّ شبابنا أثمن من أن يُخسروا في حروب، وأن تؤخذ أرواحهم بأيادٍ قذرة طامعةً في ثروات الوطن المسكين الذي عانى ولايزال يعاني!  ألسنا بحاجة لنكون يداً واحدة! أبناء وطنٍ واحد؟ .  لك الله يا ليبيا..  لك الله يا وطناً لم يعِش الهناءَ يوماً.

كا لو أنّه ابني

صورة
كأنّه ابني لا أعلم لما اشعر أنه ابني رُغم انه أبي، أنظر إليه دائما نظرة الأم الحنون الفخورة بابنها، اشعر بسعادة عارمة عندما اراقب كل تصرفاته وتفاصيل يومه، اخاف عليه حتى من نسمات الهواء الباردة وأكرر عليه الارشادات دائماً حتى أنه يمل نصائحي المتكررة التي لا تنتهي مثل ( بابا دفّي روحك، بابا ما تطلعش برا الجو صقع، بابا اشرب الشاهي وهو دافي ما تخلّيشي يصقع)  اشعر دائماً بأني مسؤولة على كل ما يحصل له وكأنه طفلي المدلل، أقلق كثيراً إن شعر بأنّه متعب أو مريض حتى أنّي لا أستطيع الن وم ليلاً فطيف الأرق يذاعب خلايا دماغي! ضحكاته وغضبه وتفاصيل وجهه التي لا أملّها، سكناته وحركاته كلّها تملأ طيّات ايامي سعادةً وعن شعوري الجميل عندما يحادثني بحماس عن خطّة ذكية قد أحكمها، أو عن فكرة ما في تصميم صورة أو فيديو، أو عن صورة قد التقطها ونالت استحسانه فَرِح بها فأرادني أن أشاركه فرحته  💛 آه كم أحب أن أراقب تلألؤ عينيه ببريق يملأهما لمعاناً كأنه ماءاً من الجنة عندما أُسعِده بعملٍ ما أو نجاحٍ قد حققته.. دائماً ما ادعوا الله بأن يُديمه لي سنداً وعوناً و ملجئاً ومُسعِداً  💕 ضحكاته وغضب...

ذهنٌ شارد

صورة
-فيما شاردٌ ذهنك يا بنيتي؟ _شاردٌ في الكثير يا أمي، شاردٌ في مُستقبلٍ مبهم، شاردٌ في عالمٍ في أعماق نفسي لم أعرف أين أنا منه الآن، شاردٌ فيما هو غيبي كالجنة والنار، سائلةً نفسي مرة تلو أخرى كيف هي الجنة وكيف هي النار، وهل يغفر الله لي تقصيراً بذر مِنّي دونَ شعور، أم أنّه الرحمن يتغاضى عن مالم نقصده، وهل سأموتُ ميتة الغفلة التي أخشاها، أم أن الله سيُشعرني بقدوم اليقين لأتجهز للقاءه، وهل سأندم بعد فوات الأوان عن كل خطوة سيئة سوّلت لي نفسي اتباعها لحظة ضعف ففعلت، وهل جمال الموس يقى يُُقاوَمُ يا أمّي! وهل ثباتي هذا سيطول! وهل وقتي الذاهب مهبّ الريّاح سيُعوّض يوماً؟! أمي..أنا لا أذكر أني قد جرحتُ قلب أحدٍ من قبل، لكنّي سأُعاقب نفسي وسأحرمها من كلّ ما تحب لو تسببتُ في ترقرق دموع عينَا أحدِهم حُزنا من كلمة أدليتُ بها لحظة غضبٍ، أو مرح أو حتى غباء.. أُمّاه.. هل سيُسامحني الله عن اغتياب أحدهم في مجمعٍ ما؟!   ماما.. تؤرّقني فكرة أنّي ربّما سأفقد من أحب يوماً، إنها تستنزفني يا أمي تسلب روحي، ربّما أنّي لا أظْهِر استنادي على أحد، لكنّي أستند وبثقل على من اعتدت أن استند عليه...
صورة
عزيزتي.. من تلك التي ترفض أن تكون جميلة؟ ومن تلك التي لا تهمها أناقتها وظاهرها وتناسق الوان ثيابها؟ صدقيني لا يوجد من لا ترغب بأن تكون ناعمة وجميلة  هكذا الفتاة خُلقت وجُبلت على حب نفسها وحب كل ما يجعلها حسِنة , لكن الشفقة على تلك التي اصبحت مهووسة بظاهرها وجمالها, مهووسة مستحضرات التجميل .. قيّدت نفسها بسلاسل الالوان، سجنت ذاتها أمام المرآة , تُجن إن لم تستطع أن تكون بأبهى حلتها شاعرةً بالنقص وقلة الحيلة .. كارهةً نفسها.  صدقيني هناك ماهو أفضل من كونك فقط وجه جميل وملابس أنيقة. جمّلي عقلك وقلبك وروحك.. اجعلي لكِ اهتمامات مميزة تُشعرك بالسعادة اللافانية وثقي دائماً إن شعرت بجمالك الداخلي ستكونين جميلة في كل حالاتك.. فقط إن أردتِ أنتِ ذلك 🌠 .

قصة قصيرة

صورة
"انتظار على امل عودتك" جدي لقد طال الانتظار انت الانسان الوحيد الاقرب على الاطلاق قريب اكثر من الكتب و العلم و القران ذلك الرجل القوي الذي لا يتأثر من اكبر عواصف الحياة كعادتك تخرج للصلاة في اقرب مسجد هذه المرة ليس من عادتك و لسوء الحظ ان تغلق الباب .. بينما هم في طمأنينة و راحة يتجاذبون اطراف الاحاديث ..انا في حالة من الذعر قلب يقول لي سوءا ما سيحدث نفس منقطع و خفقان سريع .. لست على ما يرام و نسمع ذلك الجرس فجأة بصوت متواصل عالق مصاحب لصوت 6 طلقات رصاص توقعنا لوهلة انها في حديقة المنزل كادت ان تنهي حياته و تنهيني معه نقلوه للمشفى هو بخير صخته جيدة لكن من هؤلاء ؟ لماذا حاولوا قتله ؟ حفاظا على حياتك يجب ان تسافر طائرتك بعد اسبوع يجب ان تبتعد عن هذا البلد من يدري ! ربما يعودون لقتلك .. انت الآن بعيد عنا و نحن في قمة الشوق و الحنين ..

قصة قصيرة

صورة
"لا تقنطوا من رحمته" قد نرى نحن كأناس بسطاء حياتنا بسيطة علمنا بسيط نعايش البسطاء ان هذا العالم مظلم و كل ما يحيط بنا سيء للغاية حتى اننا لم نعد نطيق شيئا فقط نشعر بالملل نلوم على المجتمع على الحرب على الحكومة على الفقر و كأن كل شيء قد بات مستحيلا اصبحنا نبعد عن الله كل البعد نسينا ما أمرنا به و كأننا في مبارزة معه !! ننتظر أشياء لتحدث لنشعر بالسعادة .. ربطنا السعادة بأشياء و أشخاص .. و نسينا واهبها ..  هذه قصة عني فتاة ابلغ من العمر 17 عاما فتاة عادية اعيش مع عائلتي الصغيرة ادرس في ثانوية رغم كرهي لها واكره الدراسة اشد الكره .. دائما اشعر بعدم الارتياح والاضطهاد مِن كل من يحيطون بي ربما لسواد بشرتي او حتى لبساطتي ..  كنت اعاني كثيرا .. اشعر بالضعف .. و سوء الحظ ..و الفشل اما النوم الطويل وحده كان ملجئي.  مرت علي ايام صعبة جدا رسبت ثلاث سنوات لم افهم يوما لماذا ادرس و لماذا حتى انني استيقظ كل يوم صباحا بينما هم نيام ؟ أسئلة تراودني .. ما فائدة ما ندرسه اذ كان الموت يداركني .. ما فائدة هذا التعب و انا سأكون تحت التراب كما حدث للكثير ؟  كنت تائهة ما افعله ه...

[[أشتاق لك]]

صورة
ها قدت مرّ نصف عقد على ابتعاد جدي وها هو العيد الخامس يطرق بابه بكل استفزاز وكأنه يقول لي:هذه العيد ايضا لن تقضيها معه. واذكر ذلك اليوم "يوم محاولة" اغتياله جيدا و كأنه الامس، اذكر مشاعري المنهارة و شخصيتي الطفولية الشاحبة، في تلك الايام المريرة التي كادت ان تنهي حياتي هناك في غضون ايام.. اذكر مشاعري جيدا قبل الحادثة وكيف انني شعرت آنذاك بأنه هناك شئ ما سيحدث قريبا شيء سيئ جدا لكن ليس بيدي حيلة سي حدث ولن استطيع منعه .. اذكر جيدا عندما كنت احاول اقناعه بأن لا يذهب هذا اليوم لشراء الخبز من محل الغذائية القريب واننا بامكاننا ان نأكل من بقايا خبز الغذاء .. لكنه رفض طلبي و قرر الذهاب مشيا كعادته كل ليلة.. (كل ما استطيع فهمه ان جدي كان يشعر في تلك الايام بالامان يحيط به حقا ولا يبالي بالامور السياسية ابدا ولا ينتمي لأي حزب ولا يدافع ولا ينتقد كان فقط هادئا مسالماً محبوبا بين الجميع .. كان يحب المشي دائما من المسجد الى المحل الى بيته الى زيارات سريعة الى خالاتي اللواتي استقلن بدورهن بحياواتهم الخاصة)   في تلك الدقائق كان ابي قد جاء لنعود الى منزلنا القريب من منزل جدي لأن امي ق...