المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف مقال

"متربيين زين"

صورة
  كثيرًا ما نرى آباء وأمّهات يدّعون المثالية في تربيتهم لأبناءهم وأنه لا وجود في هذا العالم لأبناء أكثر تهذبًا وأخلاقاً من أبناءهم المُصطفين، مُتحدّثين بثقة وتعجرف عن عدد الوجبات التي يتناولها الأبناء وعشقهم للنوتيلا والميلكا ووجبات ماقدونالدز KFC التي لا يستطيعون المضي في صناعة المجد دونها، وأسعار ملابسهم باهضة الثمن من "ماركات" عالمية، والمدارس الخاصة التّي يرتادونها، وعدد الساعات التي يقضونها أمام الالكترونيات والعاب الفيديو "بوبجي، فورت نايت..وغيرها" من مدمّرات العقول والنفسيات       فتجد الأب سريع الغضب ومن أتفه الأسباب يتحوّل إلى كلب مسعور، والأم تُلقي بالمناديل والأوراق من نافذة السيارة وفي الأماكن العامة كالمنتزهات والشواطئ والشوارع "تحسابهم حوش بوها"، وتجد الأب العصبي يتفنن في استعمال الألفاظ البذيئة وقت انفجاره دونما اكتراث للتلوث السمعي الذي يتعرّض له أبناءه "المتربيين زين"   هذه بعض الفئات البسيطة من المجتمع التي تتوهم بأنها تقوم بتربية أبناءها التربية السليمة الصحيحة، ناهيك عن الضرب المبرح والإهانات والذل الذي يتعرض له آلاف الأطفال ف...

مجتمع المناظرة صدمتي الثقافية

صورة
  "سلامٌ إليكم وإلينا سلام،  سلامٌ على من رد السلام،  وسلامٌ حتى على من لم يرد،   سلامٌ باسم الرب السلام،   رب العباد الله الصمد" هكذا كان لفت الإنتباه خاصتي في أوّل وقفة لي أمام مجموعة أشخاص تتجه أبصارهم نحوي ليروا حُجّتي لا ليسمعون عُلو صوتي، لن أنسى القضية الني كنا نتناقش حولها في تلك الجلسة التناظرية، لن أنسى محاولتي في تقمص شخصية شخص يقبل التدخين في الأماكن العامة، بينما أنا لا أقبل، لن أنسى توتري ذلك اليوم وإرتجافة يداي وشعوري بعدم الإتّزان، وسخونة أطرافي وتلعثم الأحرف في فمي، ومشاعر الخوف والربكة والتردد والتفكير المستمر في الإنسحاب، ومحادثة نفسي و توبيخها لتتوقف عن كل هذا الهراء وأن تُقبِل بشجاعةٍ وثقة على إلقاء خطابها لأوّل ولآخر مرة في حياتها.هذه المشاعر التي إرتابتني بينما كنت أستعد لأُناظر لأوّل مرة بعد محاضرات نظرية دامت لأربعة أيام متواصلة لم تكُن هيّنة فقد كانت مليئة بالمعلومات والمصطلحات الجديدة والمختلفة كُلياً.ولكنّ هذا التدريب كان نقطة تحوّلي، من فتاة تهاب المجتمع وتكره الإختلاط والمواجهة والوقوف أمام جمعٍ من الناس إلى فت...