قصة قصيرة


"لا تقنطوا من رحمته"




قد نرى نحن كأناس بسطاء حياتنا بسيطة علمنا بسيط نعايش البسطاء ان هذا العالم مظلم و كل ما يحيط بنا سيء للغاية حتى اننا لم نعد نطيق شيئا فقط نشعر بالملل نلوم على المجتمع على الحرب على الحكومة على الفقر و كأن كل شيء قد بات مستحيلا اصبحنا نبعد عن الله كل البعد نسينا ما أمرنا به و كأننا في مبارزة معه !!ننتظر أشياء لتحدث لنشعر بالسعادة .. ربطنا السعادة بأشياء و أشخاص .. و نسينا واهبها .. هذه قصة عني فتاة ابلغ من العمر 17 عاما فتاة عادية اعيش مع عائلتي الصغيرة ادرس في ثانوية رغم كرهي لها واكره الدراسة اشد الكره .. دائما اشعر بعدم الارتياح والاضطهاد مِن كل من يحيطون بي ربما لسواد بشرتي او حتى لبساطتي .. كنت اعاني كثيرا .. اشعر بالضعف .. و سوء الحظ ..و الفشل اما النوم الطويل وحده كان ملجئي. مرت علي ايام صعبة جدا رسبت ثلاث سنوات لم افهم يوما لماذا ادرس و لماذا حتى انني استيقظ كل يوم صباحا بينما هم نيام ؟ أسئلة تراودني .. ما فائدة ما ندرسه اذ كان الموت يداركني .. ما فائدة هذا التعب و انا سأكون تحت التراب كما حدث للكثير ؟ كنت تائهة ما افعله هو النوم و سماع الموسيقى ومشاهدة التلفاز فقط..أتعرفون .. ؟ لم يكن لدي حتى شخص ألجأ اليه احدثه عن همي وحزني, شخصيتي لم تكن الشخصية التي تطلب المساعدة ان احتاجت كنت في اقصى درجات الحاجة للمساعدة ولكن.. من يهتم ! انهم غارقين في الانانية لا احد سيساعد .. اما الايام التي كانت ستحسم موتي هي عندما فقدت والدي , شخص كنت تشاهده في الساعة 4 مرات كل يوم كنت تتحدث معه كنت تشعر بأنه كل الامان ولكن فجأة من دون أي سابق انذار بينما هو يعمل عمله الوحيد يصلح اعمدة الكهرباء يسقط !! نعم سقط!! ماذا حدث؟! لقد ذهب .. اين ذهب ؟! ذهب إلى حيث لا احد يعرف عندما احضروه لي لكي اراه وللمرة الاخيرة كنت قد استنفذت كل طاقتي في الصراخ العالي و لما رأيته وضعت يدي على رأسه اريد ان ادمع لكن لا دموع .. نشفت عيناي من الدموع .. اريد ان اتكلم .. ماذا اين صوتي ؟ اختفى صوتي من شدة الصراخ .. كنت امسك به بشده في وضع صامت وهم يشيعونه لأخذه الى تلك المقبرة الموحشة .. نعم لقد ذهب واختفى .لم أظن بأنني سأعود تلك الفتاة الطبيعية .. لدرجة ان يداي عجزت عن حمل كوب الماء او ان اغطي نفسي ليلا .. لم استطع فعل شيء فقط عجز تام اجتاحني .. فعلا كنت انظر لهذه الحياة بمنظار اسود قاتم ..تعبت من وضعي هذا من البؤس والتعب والعجز والبأس .. قررت وبكامل قواي العقلية ولأول مرة أن أطلب المساعدة .. استنجدت بتلك الفتاة التي اعتبرها اكثر فتاة سعيدة في العالم .. طلبت منها ان تساعدني .. فقالت: لا هموم بالنسبة لي مع المسكرات .. ! ماذا مسكرات !! قالت : نعم مسكرات تذهب عقلك وتنسيكِ همك وتسعدك ... لم تتحدث كثيرا ولم تبذل مجهود لإقناعي قبلت من اول محاولة لها وطلبت منها ان تعيرني .. بالفعل اعارتني بدأت بالشُّرب مرة تلو الأخرى اعتدت على ذلك .. حقا شعور جميل ينسيك همك يخرجك من عالمك .. في كل مرة يزداد همي أشرب اكثر .. و كانت تلك الرائعة تعيرني في كل مرة اطلب فيها .. لكن في مرة من المرات قلت لها سينفذ ما لدي اعطيني المزيد .. هذه المرة رفضت .. وطلبت مقابل .. لم ارى أي طريق الجأ اليه الا السرقة .. سهل.. سأسرق ما لدى امي من مال –الصدقة- في كل مرة اسرق اكثر أخذ كمية اكثر .. بدأت امي تشك بتحركاتي .. اخبَرت اخي راقبوني لم يذهبوا للعمل منذ فترة .. هذا يدعو للشك امي كانت لا تعد للمنزل ابدا كانت دائما تعمل لتستطيع حمايتنا .. المرة الرابعة التي دخلت فيها الى الغرفة متسللة ليلا اكتشف اخي ما افعل امسك بي متسللة اسرق مال امي ! .. فتاة سيئة .. بدأ بضربي ضربا مبرحا تألمت كثيرا ألم يعادل آلامي الفانية إلى أن فقدت وعيي ..اصبحت في حالة سيئة جدا طالت حالتي الصعبة الى ايام واسابيع آلام رأس و علامات ادمان وتعب نفسي و جسدي .. لقد خذلتني الحياة وفعلت فِعلتها من جديد .. وصلت الى حالة أنِّي لا اريد الرجوع طبيعية فقدت الثقة في كل من هم حولي لم أُرِد طلب المساعدة من احد خوفا من أن اقع في فخ مرة اخرى ..- أثناء جلوسي احدى المرات وانا اتصفح الانترنت وليس كالعادة وجدت آية قرآنية مصاحبة لتفسيرها {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }وكأنني ولدت من جديد .. كنت فعلا غارقة في الحزن و الهم و الذنوب والمعاصي كنت هاجرة لذكر الله هاجرة للصلاة مبتعدة كل البعد عن فروضي وعباداتي لكن هذه الآية جعلتني اجمع قواي واسيطر على نفسي وان هذه الحياة الصعبة المظلمة ممكن ان تكون اجمل.#قصة_قصيرة كتبتها منذ مدة 

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

في يوم المرأة العالمي || المرأة المسلمة لا تحتاج للتمكين

لأنّه كامنٌ فِيك

في عيدهم المزعوم