المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف رسائل صاحب الظل الطويل

عزيزي يا صاحب الظل الطويل || هل تُرانا نأمن؟

صورة
عزيزي يا صاحب الظل الطويل..   أحبّ الناس والتعرّف عليهم وأبحث فيهم دائمًا عن كنوزٍ مُخبّأة بين قصص حياتهم واهتماماتهم وأفكارهم، أحبّ النقاشات الحضارية وتبادل الآراء والأفكار، ومحاولة فهم نقاط الاختلاف بيني وبينهم، أحاول أن لا أكون حادة الحكم على أحد، ودائمًا ما تجدني أتفهّم الدوافع خلف مختلف التصرّفات والسلوكيات فيكون تفهٍمي حُجة لمعذرتهم كي لا يكون في قلبي غلًّا على أحدٍ من خلق الله من جانب، ومن جانبٍ آخر أعلم أنني شخص تملأني العيوب والتقصير من شَِمي كالجميع، فعندما أعذُر غيري، آمُل كذلك أن أُقابل بالمعذرة والعفو كي تسير مركبة الحياة بسهولة ويُسر.  لدي الكثير من الأفكار والآراء حول العلاقات بالناس عامّةً، حول الصداقة، والقرابة، وصلة الأرواح والقلوب، والحُبّ، والأمومة، والإيثار والتضحية، والأخذ والعطاء، ولكنّي أعجز عن أن أشاركها! حتى معك أنت! وهذا أمرٌ لا يعنيك، فأنت مجرّد صديقٌ وهميّ، أحبّ فيك انصاتك لي دون ملل، وأتفهّم قلّة ردّك لعدم وجودك أصلا..  ولكنّي أريد أن أشارك أفكاري هذه دون ندم، الندم شعورٌ سيء يا رفيقي، تشعر أنّك قد ضمئت لأعوامٍ وأعوام وعندما قُدّم لك الماء ل...

عزيزي يا صاحب الظل الطويل || تخاطب قلبي أغنية

صورة
  عزيزي يا صاحب الظل الطويل، هنالك أمورٌ مُلهمة كثيرة في هذا العالم رُغم ما به من شرور وأحزان، والاستلهام هِبة تُمنح لأصحاب القلوب الباحثة عنه المُستسلمة للمشاعر الجميلة وغير الجميلة والتي تُمنح من البشر وما يعلوهم وما يدنوهم، ولأصحاب العقول النيّرة التي لا تقبل أحادية الفِكر وزاوية النّظر الواحدة، كثيرة التفكّر والتأمّل، المتحريّة للحقيقة المُتّبعة لمبدأ   "الحكمة ضالّة المؤمن حيث وجدها فهو أحقّ بها". الإلهام أمرٌ جميل، مُثيرٌ للأفكار وكذا المشاعر، والأفكار كنوز تزن ثروات، وهنا أتذكّر قول أحد مشائخي الكِرام حينما قال مرّة: "رُبّ فكرة أحيَت أُمّة" أتفق تمامًا، وكذلك رُبّ فكرة أماتت أُمة وأطاحت بها أرضًا، وبين الفكرتين يكمن الفرق في التنفيذ والكثير منه، والإخفاق والكثير منه، والإصلاح والكثير منه كذلك.. حتى تكون هذه الفكرة، مُحيية أو مميتة! وكل ما نملكه الآن من ممتلكات، أو ما نحمله من معانٍ معنوية، أو ما نعيشه من مشاعر، أو ما نطمح إليه، أو ما نحاول الهروب منه، أو ما نعمل لأجله، أو ما يرهقنا ويقلق قلوبنا.. كلها أفكار.. ويا لتأثير الفكرة على قلب الواحد منّا! وما أنا إل...

عزيزي يا صاحب الظل الطويل || إن لم يكًن به عليّ غضبٌ فلا أبالي..

صورة
عزيزي يا صاحب الظل الطويل، مضت أيام كثيرة منذ آخر نصٍ كتبته لك..  أحاول في الآونة الآخيرة تقبّل بعض التغيّرات الجذرية غير الطارئة، المُتعِبة غير المقبولة التي تحدث بتوالٍ في حياتي، وادعو الله كل يومٍ وساعة بأن يُنير بصيرتي بما يكفي لأفهم حكمته وراء ما يحدث، أو أن يُلهمني الصبر عليها والكثير من الرضى بها، والله يعلمُ أنّي بفضله رضيت وأهمسُ له بيني وبيني: "إن لم يكُن بك عليّ غضبٌ فلا أُبالي"  ذقت لذة القُرب من الله ومناجاته وحُبّه، التمست ألطافه في خطواتي الصغيرة المُتعثّرة، تبرّأت له من كل حولي وقوتي، بكيت بين يديه داعيةً له أن يرشدني دائمًا لصواب السبيل، وأن يلهمني رُشدي، وأن لا يحمّلني ما لا أطيق، وأن يؤنس قلبي به وبطاعته، وأن لا يضع في طريقي من لا يخافه فيني، وأن يحبّني حبًا يدخلني به في رحمته، وأن يُبارك لي أينما كنت، وأن لا يكلني لنفسي طرفة عين فأهلَك وأُهلِك. تأملت كثيرًا نعمه لي في المنع والعطاء فبكيت لقلّة رضاي وخشيت على قلبي وساوس شيطانٍ رجيم، يحول بيني وبين رحمة خالقي، بكيتُ استحياءً منه ومن رحمته المحيطة بي رغم بضاعتي المزجاة، واستهانتي بصغائر الذنوب، وقلبي المتردد،...

عزيزي يا صاحب الظل الطويل || هل يُشقي الإنسان نفسه؟

صورة
عزيزي يا صاحب الظل الطويل...  هل يُشقي الإنسان نفسه؟ أعني هل يتعمّد أن يُشقيها بطريقة ما وكأنّها عدوّ له؟ أو أن يُعاقبها كأنها وقد أجرمت؟ هل يملك الإنسان أن يُحزن قلبه وهو الذي يخاف عليه نسمة عابرة! أو أن يُرهِق عقله وهو الذي يتذرّع به عن بلاهة العالم ويختلي معه ليحتميا معًا من وطيس حرب القيل والقال والناس وأذيّتهم وقلّة آدميّتهم!  لن أنتظر منك إجابة، فقد ألِفت أن تتركني دونما إجابات تزيح عنّي حمل الحيرة وتعمّدك المستمر في تركي بين مطرقة وجودك المُتردد وغير المضمون - ككُلّ الوجود الذي أحاطني يومًا - وسندان الحياة وقسوتها. وسأقول لك:  إن الإنسان يكره أن يُشقى، ولكنّ الشقاء شرٌّ لا بُدّ منه على هذه البسيطة، فتجد الواحد منّا يختار شقاؤه بشرف وحب، كأن يختار الشقاء في سبيل قضية يؤمن بها أو في سبيل شخص يحبّه، لكنّه أحيانًا لا يُدرك أنّه ببعض أفعاله - ولا أفعاله - يُشقي نفسه كما لم تفعل الدنيا له يومًا.  ولكي تفهم ما أرمي إليه سأضرب لك ببساطة مثلًا بي:  أنا يا عزيزي شخص خائف، رغم شجاعته، متردد رغم إقدامه، هادئ الظاهر رغم ما يعتريني من ضجيج، أفكّر كثيرًا قبل كلمة أنطق ...

عزيزي يا صاحب الظل الطويل || لماذا نتمنى ما لا نعمل لأجله؟

صورة
  عزيزي يا صاحب الظل الطويل..  إن الواحد منّا يعجز عن بثّ شكواه، ويعيش ألمه وكثير أفكاره وحِيرته وسيّء مشاعره ومخاوف قلبه وحده، يحملها على عاتقه ويتجوّل بحثًا عن الأمان وعن يدٍ ممتدة تعينه على نوائب نفسه والحياة وكثير العثرات، يتجوّل بحثًا عن ركنٍ آمِن يُفضي إليه خلجات قلبه دون تردد وحيرة، وحينما يوشك أن يمسك تلك اليد، ويُلقي بكُلّه في ذلك الركن يجد الخوف حاجزًا يحول بينه وبين هدوء عقله وسكون قلبه، يخاف ألا يُفهم ويُكسر ويُخذل وأن يُترَك وحيدًا عند اعتياده الأمان.. لذلك يتّخذ ماهو عكس سجيّته درعًا يحميه من لُطفٍ غير معهود، وفائض شعوره المخيف.. عزيزي، إن هذه النفس غريبة، غريبةٌ جدًا، وكلما ظنّ الواحد منّا أنّه قد أدرك مداخل نفسه يتفاجأ بجهله التّام لها..  ما معنى أن يتّخذ الإنسان قرارات عكس إرادته ويعيش مالا يُريد عيشه، ويتمنّى ما لا يعمل لأجله؟ ما معنى أن يكون الإنسان إلى هذا القدر كائن مترددٌ خائف لكنه يتّخذ أشجع القرارات وأصعبها؟ ما معنى أن يرغب الإنسان السهولة واليُسر ثم لا يلبث إلّا أن يختار الصعوبة؟ لا أجد تفسيرًا لكل هذا إلا لأنّه لم يأمن بعد، إنه يختبر كل ما هو محي...

عزيزي يا صاحب الظل الطويل || التعلّق رهينة.. والحرية وهمٌ قاسٍ!

صورة
 عزيزي يا صاحب الظل الطويل..  أعيش أيامي هذه رفقة تساؤل جديد يُرهق قلبي وعقلي، يعود بي لذكريات الطفولة المُتعِبة ومشاعر اختبرتها بسوء وألم في محطات عدة من محطات حياتي، تساؤلي يا صديقي هو: مالي كلّما أوشكت على التعلّق بشيء فرّ منّي أو فررت منه خوفًا ورهبة؟!  أعلَم.. أن المرء يُهزَم بأحبِّ الأشياء إلى قلبه، وإن حاول الاتزان وتحكيم العقل والعيش وِفق نواميس الحكمة والمنطق، ولكنّ الكفة الراجحة دائمًا ما ينتهي بها الأمر أن تميل إلى القلب وإن لم يكن لصالحه!  منذ صغري وأنا أعيش حالة كرّ وفرّ بين ما أتعلّق به - وإن كان شجرة - وبين ما كتبه القدر عَليّ..  وعندما وضعت الشجرة كمثال فأنا أقصدها بألم، كان في حديقة منزلنا شجرة تين، مُثمِرة بوفرة، أُقتُلِعَت فحزنت على نفسي، ومنذ تلك اللحظة لم أتذوق تينًا كحلاوة الذي كنت آكله منها في طفولتي مرارًا، ولم أجلس في ظل شجرة كظلّها، وإلى هذه اللحظة كلما مررت بشجرة تين أرثيها! كان لي سلحفاة، نعم سلحفاة بالكاد تتحرك، لا تُصدِر صوتًا، لكنّها كانت لا تُخرِج رأسها الصغير من صدفتها إلا لِي.. أظن أنها كانت تحبّني كما كنت أفعل.. أسميتها "سلحوفة...

عزيزي يا صاحب الظل الطويل || مسافة بين القلب والعقل.. مسافة التيه والبحث

صورة
  عزيزي يا صاحب الظلّ الطويل.. أزعم أنّك نسيتني بعدما هجرتني حروفي جرّاء الركض في دوّامة الحياة لا المتناهية، وشتت فِكري كثرة مجرباتها وتلاعبت بقلبي عديد المشاعر المتناقضة، ورجّ نفسي كثير الصراعات وضعف الحيلة وانعدام القرار ومخاوف الرحلة والقلق من العواقب.. وآمل أن تكون سليمة..  لا أعلم حقًا إن هجرني حرفي، أم أنّي أتهرّب منه خوفًا من أن أضع حقائق نفسي بالكتابة والسرد نُصب عيناي، وحذرًا من أن أسرّب خواطري الشائكة فأكونُ عرضةَ العيان، وهذا مالا أحب أن أكونه! لكنّي افتقد الكتابة لك..  شخصٌ مثلي يفيض بالشعور والأمل والحياة والشغف والحلم والحب والرحمة، يتّخذ من القرارات أشجعها، ومن الطرق أصعبها، ومن الرحلات أشقاها، ومن الأحمال أثقلها، ومن المسارات أطولها؛ فقط حينما يأْمن نفسه ويؤمن بأنه مُراد كما يُريد، شخص مثلي يقع في حب المشقّة إن آمن بالوِجهة وأحبّها.. شخص مثلي كثير الحُلم لا يُريد من حلمه رفضًا أو كِبَرا!  ولكّنه يا سيّدي منتصف الطريق وتساؤلات هذه المرحلة المُتعِبة، فلا أنت قُرب المرسى فيسهُل الاستسلام، ولا قُرب الوجهة ترى منارةً تُعلِن قُرب الوصول! مرحلة...

عزيزي يا صاحب الظل الطويل || عليكً أن تكون فخورًا بي

صورة
  عزيزي يا صاحب الظل الطويل.. اشتاق أن اكتب لك رغم قُرب آخر مراسلة بيننا - زمنيًا - ولكنّها قلبيًا أشعر كما لو أنه مضى عليها أدهُرًا.. وفي هذه الأدهر مرّت بي الكثير من العواصف ولكنّ جذوري كانت راسِخة مُقاوِمة، فقدتُ فقط بعضًا من بتلاتي ولكنّها ستنبت مجددًا كعادتها. ولأجعل حديثي واقعي أكثر سأقول: قد مرّت بي الكثير من المشاعر المُتعِبة والمُتعَبة، لم تزعزع إيماني الرّاسخ، لم تلوّث قلبي النقيّ، ولم تسلُب منّي مشاعر الحُب والعطاء، ولكنْها رغم هذا - يا صديقي - قد أبكتني كثيرًا وأرّقتني بضع ليالٍ، وكالعادة لم يلحظ أحدٌ هذا إلا رفيقتي التي تُشاطرني السكن! لا أخفيك سرًا كانت تحاول تخفيف وطأة الألم، عانقتني كثيرًا وبكت معي.. ربّما تتسآءل الآن، ما سبب كل هذا الحزن؟ هل إلى هذا الحد أتلذذ بالألم؟ هل أتعمّد أن "أتدلل" حتى ينتبه إليّ أحدهم؟ هل أنا طفلة إلى هذا الحد؟ أم فقط أنا شخص فائض المشاعر أُبالِغ في انفعالاتي؟ ببساطة سأُجيبك، لن أعاتبك لطرحك الكثير من الأسئلة وتظاهرك بأنّك لا تعرف إجابتها وأنك لا تدرك حقيقة شخصيتي وأفكاري، فأحيانًا يحبّ الإنسان أن يُكثر سؤال محبوبه لا ليعرف الإجابة، و...

عزيزي يا صاحب الظل الطويل || الاحتمالات مُطمئِنة..

صورة
  عزيزي با صاحب الظل الطويل..   تجوّلت ليلتي الماضية بخيالي بعيدًا عن هذه الدنيا وواقعيتها مُفرِطة الحدّة، بعيدًا عن ما يسمّونه "المنطق" ومعادلات المعطيات الواضحة والنتائج الحتمية، فشخصٌ مثلي رأى ما رأى وعاش ما عاش كثيرَ الخوف والتردد والتفكير - لا يؤمن بالحتميات! وأعيش دائماً على الاحتمالات وأؤمن بأن "ربّما" هي الكلمة الفاصِلة المُطمئِنة رغم كونها مُقلِقة! ولكنّي أفضّل القلق على الطمأنينة الكاذبة كي لا أتعلّق بدنيا خاسرٌ من تعلّق بها.    ورغم تحذّري وترددي كثيراً ما تغلبني فطرتي وأجدني أتعلّق بأي بصيصِ أمل، ولكن سرعان ما يذكّرني عقلي بأنّه ليس باستطاعتي التأكّد من أي أمرٍ بسهولة وسرعة وإن كانت كل المُعطيات تُشير إلى صحّته وكل الطّرق مؤديّة إليه..    كنت أحادث نفسي وأعود بذكرياتي الجمّة إلى سنواتٍ مضت، وإلى ليالٍ كان كلّ مافيها خذلان والكثير من الألم والدموع وسجداتٍ طوية كنت أدعو الله فيها بقلبٍ يشتكي ولسان تلعثم عن النطق فعجز عن التفوّه بأي كلمة، فقط لم يعجز عن ترديد: "يا رب أنت تعلم".    فتذكّرت كيف كان جبر الله لي، كيف انتشلني من قاع يأسي وألمي...

عزيزي يا صاحب الظل الطويل || أحبّ محادثتك..

صورة
  صديقي يا صاحب الظل الطويل..  وإن كنت صديقًا خياليًا أعرفه بيني وبيني، ولكنّي أحبّ محادثتك؛ ربما لأنّك وحدك تفهمني حتى دونما كلمة منّي، وتتقبّلني كما أنا بكُلّي: بعيوبي قبل محاسني، بظلمتي قبل إنارتي، وبفشلي قبل نجاحي، إن قلّ عطائي وإن ذبلت روحي..ولأنك لا تطلق عليّ الأحكام فقد أتقنتَ معرفتي يقينًا.  مثلك أنا، لا أحبّ الازدحام، ازدحام الأشخاص، المهام، الأحلام.. وعلى العكس؛ أحبّ أن أعطي القلّة الحقيقية التي تُحيطني جهودًا صادقة، أحبّ سقاية بذوري المفضلة بأغلى ما أملك.. قلبي  مثلك أنا، أخاف الانفعالات الغاضبة الغير مُبررة، وأؤمن بأنّ كل الانفعالات الغاضبة غير مُبررة إلا تلك الثورية التي تحمل في طياتها اتتفاضة ضد ظلم وطغيان واحتلال.. أخاف الصوت العالي جدًا، وعراكٌ المتحابين، ومشاحنة بين صديقين، وجرحٌ لا يلتئم، وأخاف على أغلى ما أملك.. قلبي مثلك أنا، أحب الأحلام وإن كانت بعيدة المنال، أحب فكرة أن العقل بالخيال قادر على السفر بعيدًا بالزمان والمكان وإن أحاطَ بالجسد جدران زنزانة، وبالقلب جذران خذلان، وأحبّ أغلى ما أملك.. قلبي  مثلك أنا، لا يُخيفني سوى أن أفقد البوصلة و...