إلى كل أبٍ وأم، إلى كل راعٍ.. رسالة..


احتووا بناتكن، ولتكونوا مصدر ثقتهن وحبهن والسبب خلف كل جميل فيهنّ وفيما يفعلن.

صاحبوهنّ، رافقوهنّ، حادثوهنّ في شتى الموضوعات والقضايا، أدرِكوا ما يجول في خواطرهنّ من أفكار وقلوبهنّ من مشاعر وأحاسيس، شاركوهنّ اهتماماتهن وما يحبنّ، وكونوا دومًا بالقرب منهنّ، مُتّكأً لأرواحهن إن أُرهِقت، وملجأً لهنّ من نوائب الحياة وعثراتها.


اجعلوا تربيتكم لهن توجيهًا وإرشادًا وتفاهمًا وحوار مبنيةٌ على أساس الحب والإحترام والتقدير، وليس الخوف!

علّموهنّ أن الخوف من الخالق وحده وليس من أي مخلوقٍ مهما كان كيانه ومكانته ومنصبه، ولا يوجد في الدنيا منذ أن خُلِقت إلى يومنا هذا وبكلّ ما على وجه البسيطة ما يستحق أن نعصي ربّ الدنيا من أجله.


وأن الرزق مكتوب، وفي السماء رزقُنا وما نُوعَد، ولن تُقبض روح حتى تستوفي رزقها، فلتأخذ رزقها بعزة النفس.

وأنّ العلم نور، نور العقل والقلب، وسلاحٌ وحُجّة، فلتتعلم!


وأن الجدية والحزم مع الرجال قوّة، والتدلل على الأهل قوة لكنّها من نوع آخر. وأن الحب إن لم يكن لله وفي الله وبرضا الله نقمة ولن يُبارَك، وأن حب الله هو الحب الأسمى فهو سكون العقل وطمأنينة القلب ورِفعَة الروح.

علّموها، أن كيانها ورأيها وفِكرها وعاطفتها مُقَدّرة، مطلوبة، مهمة، ومُحترَمة.



وأنّ حاضرها مؤشّر على ما ينتظرها في المستقبل، وأنّها مسؤولة ومؤثّرة ولها يد بنائية إنمائية، وأن الحرية تكليف أكبر من كونها تشريف..


اتركوا لها براح التعبير عن مكنوناتها ومشاعرها، فما الفتاة إلا مشاعر جمّة وحنان وحب ومنبع سكون، فلا تكونوا سببًا في قتل ما يحمل قلبها الحاني من جميل المشاعر والعواطف.


احتووا ضعفها؛ فمهما أظهَرت القوة فإنما هي ضعيفة ليّنة عطوفة بطبعها وهذا ليس بعيب ومنقصة فيها إنما هكذا ضعف هو ميزة تُستَثمَر بحبّ ولا تُستَغل بمكر.


كونوا مصدر راحتهنّ وطمأنينتهنّ وليس مصدر مغاير للضغط والتعب والإرهاق، كونوا جانبهنّ الآمن.

كونوا السند لهن، وواجهوا معهن عيوبهن وأخطائهن ولا تكونوا مع زلّاتهن ضدّهن!


لا تتركوا في روحها ثغرة يستغلها متطفّل عابر متعطّش لعاطفة يتنصّل من المسؤولية.


علّموها أن هذا القلب هو مضغة إن صلحت صلح الجسد كله والحياة كلها وأنّه نعمة أنعمها الله عليها وخصّها بها وحريٌ بنِعَمِ الله ألّا تُسخّر  في معصيته..


علّموها أن صلاحها من صلاح الأُمّة، وأنها سبب دخول والدها وأخاها وزوجها الجنة إن اتّقت وتعففت ووعت وفهِمَت وأدركت..


وأن ما أكرمها إلا كريم، وأن الحبيب من لا ينطق عن الهوى وصّى بها فقال: "استوصوا بالنساء خيرًا".


واعلموا أن ثقتكم فيهنّ من عدمها ما هي إلا ثقتكم في مدى تربيتكم وإرشادكم وحسن توجيهكم لهن ليس إلا، فأحسِنوا إليهن أحسنَ الله بهنّ إليكم.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

في يوم المرأة العالمي || المرأة المسلمة لا تحتاج للتمكين

لأنّه كامنٌ فِيك

في عيدهم المزعوم