مَن أحبّ مجالستهم..


 

في حياتي تعرّفت على الكثير من الأشخاص وصادقت العديد منهم، جالست وحادثت منهم من استطعت سواءً واقعيًا أم افتراضيًا، أشخاص من مختلف الأعمار والأفكار، ولا يخلو الأمر من استفادة ودرس تعلّمته وأدركته من كل من صادفت وحادثت وجالست.

 لكنّي لم أشعر قط بالراحة  والسكينة والطمأنينة إلا مع أولئك كثيري الحديث عن الله، كثيري الاستشعار لرحمته ولطفه وعطفه وحنانِه، عظمته وكرمه، أولئك الذين يجاهدون أنفسهم لئلّا تظل وتُفتَن، وقلوبهم لئلّا يُطبَع عليها، وبصائرهم لئلّا تُعمى، أولئك كثيري الحديث عن السبيل إلى رضى الله والخوف من سخطه والطمع في رحمته وتمنّي جنّته، يتحدّثون عن الله وهم موقِنون بأنه أقرب إليهم من حبل الوريد واقعًا وحقيقةً وشعورًا وحُبًّا، أولئك الذين لا يُرى عليهم "ظاهِر التديّن" بقدر ما يُرى في أفعالهم وأقوالهم ويُستَشعَر في القرب منهم وحين النظر في أعينهم. 

إنّي والله أحبّ مجالستهم؛ لأنّي أتعرّف على الله خلالهم، أشعر معهم كما لو أنّ كل سكينة هذا العالم تتنزّل علينا، وتغشانا رحمته سبحانه وتحفّنا الملائكة..

حنانيك يا الله، ردنا إليك ردًا جميلا، ورقق قلوبنا بخشيتك، واملأ جوانحنا بمحبتك، وارزقنا عينا دامعة وقلوبًا خاشعة، واجعلنا كثيري المصادفة لمن يُحبك ويخشاك حقّ الخشية، واجعل رفقتنا صالحةً مُصلِحة تشدّنا إليك شدّا وتذكّرنا بك كلّما سهينا..🤍

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

في يوم المرأة العالمي || المرأة المسلمة لا تحتاج للتمكين

لأنّه كامنٌ فِيك

في عيدهم المزعوم