ذهنٌ شارد

-فيما شاردٌ ذهنك يا بنيتي؟



_شاردٌ في الكثير يا أمي، شاردٌ في مُستقبلٍ مبهم، شاردٌ في عالمٍ في أعماق نفسي لم أعرف أين أنا منه الآن، شاردٌ فيما هو غيبي كالجنة والنار، سائلةً نفسي مرة تلو أخرى كيف هي الجنة وكيف هي النار، وهل يغفر الله لي تقصيراً بذر مِنّي دونَ شعور، أم أنّه الرحمن يتغاضى عن مالم نقصده، وهل سأموتُ ميتة الغفلة التي أخشاها، أم أن الله سيُشعرني بقدوم اليقين لأتجهز للقاءه، وهل سأندم بعد فوات الأوان عن كل خطوة سيئة سوّلت لي نفسي اتباعها لحظة ضعف ففعلت، وهل جمال الموسيقى يُُقاوَمُ يا أمّي! وهل ثباتي هذا سيطول! وهل وقتي الذاهب مهبّ الريّاح سيُعوّض يوماً؟!

أمي..أنا لا أذكر أني قد جرحتُ قلب أحدٍ من قبل، لكنّي سأُعاقب نفسي وسأحرمها من كلّ ما تحب لو تسببتُ في ترقرق دموع عينَا أحدِهم حُزنا من كلمة أدليتُ بها لحظة غضبٍ، أو مرح أو حتى غباء..
أُمّاه.. هل سيُسامحني الله عن اغتياب أحدهم في مجمعٍ ما؟! 
ماما.. تؤرّقني فكرة أنّي ربّما سأفقد من أحب يوماً، إنها تستنزفني يا أمي تسلب روحي، ربّما أنّي لا أظْهِر استنادي على أحد، لكنّي أستند وبثقل على من اعتدت أن استند عليه من صِغري، هل سيُسقطني؟!
لا أظن ذلك، لكنّي أخاف افلاته
ماذا لو فشلت يا أمّي! وهاجمنتني الاخفاقات من كُلّ مِحور، كيف سأنجوا وقتها، كيف سأجرؤ على النظر في أعيُن من تمنّوا اخفاقي، وأعين من انتظروا وصولي؟!
حينها سأجلس على رصيفِ مُفترق الطرق ذلك أسرّح شعر الخيبة و أُغنّي لها..


رمّقتي أمّي بنظرات مليئة بالحيرة و الدموع والخوف.. صمتت للحظات وكأنها بلعت لسانها، قبّلتها على جبينها الحاني.. أسرعتُ ذاهبةً إلى حيث لا وجهة ربّما أجد إجابةً تُطمئن نفسي وتُرِح قلبي .. 💙
من نسج الخيال.. 

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

في يوم المرأة العالمي || المرأة المسلمة لا تحتاج للتمكين

لأنّه كامنٌ فِيك

في عيدهم المزعوم