المشاركات

في يوم المرأة العالمي || المرأة المسلمة لا تحتاج للتمكين

صورة
وفي يوم المرأة العالمي والذي أقرّته تلك المُسمّاة بمُنظّمة "الأمم المُتحدة" وفي ظل الانتهاكات الشنيعة التي تتعرض لها النساء في أفغانستان، غزة، السودان.. تحت صمتهم المعهود المقصود عندما يتعلّق الأمر بالإسلام والمسلمين - أقول:  لسنا بانتظار ولا بحاجة لمن يُعلّمنا هُويّتنا، ويُرشدنا لواجباتنا، ويُوعّينا بحقوقنا، ويصنع لنا ما يسمّى بمشاريع "تمكين المرأة"؛ قانعًا بأننا لسنا مُمًكّنات وبحاجة للتمكين الذي يتناسب أهواءهم بناءً على ما هو حريٌّ به تفكيك الأسرة وتشكيك الواحدة منّا في غاياتها الكبرى وما هي منوطة به من واجبات!  ذاك الذي يحاول خلق يومٍ عالميٍّ لنا ليميّزنا عن ما دوننا من مخلوقات ويحتفي بنا وكأننا نموت توقًا لاحتفائكم وتمييزكم، خسئتم وخسئت مساعيكم!  حقوقنا وواجباتنا نتعلّمها من شرعٍ آمنّا به وتمسّكنا بحباله وخاسر من تعلّمها من غيره، نأخذ حقوقنا طواعية وننتزعها عُنوةً من عيون الغاصب عندما يتطلّب الأمر.  قِيمتنا ليست بمدى رضاكم عنّا ومدى قدراتنا على أن نُجاري أفكاركم وسلوكياتكم، فنحن بنات دينٍ علّمنا أن قيمتنا ليست بيد حاكمٍ أو ملك أو جهةٍ ما أيًا كانت ما تدّعيه من

في عيدهم المزعوم

صورة
 في عيدهم المزعوم، وفي ظل اللهث الأعمى خلف الشعارات الغربية والتنازلات المُقدّمة مُقابل بضع مظاهر نحاول بها أن لا نشعر بغُربة الوجود - أقول:  إن الواحد منّا مجبولة فطرته على الحُب، منذ حضن الأم الأوّل، وآذان الأب بـ "الله أكبر" في أذن صغيره، منذ قبلة ترسمها جدة على جبين حفيدها مرورًا بقصائد كُتِبت في الحُب، أغانٍ غُنيّت في الحب، فنون وألوان ومشاهد وروايات في الحب.. يحبّها ذاك الإنسان.. يشعر كما لو أنّها وُجّهت له حانيةً على قلبه.. وصولًا لأن يشعر بشيء ما يفقده، لا يعرفه، لا يتذكّره، فقط يُدرك فقده له.. وربّما يدعو:   "اللهم يا جامع الناس اجمع بيني وبين ضالّتي".  ضالّته التي لا يعرفها حتى!     ثم فجأة، يجدها فيقول: ها قد وجدت جزءًا منّي ضاع في متاهات الحياة وبين أزّقتها وسماءها وأرضها، بحرها وجبالها.. وهنا مُفترق الطرق.. بعد هذا الإيجاد العظيم، الذي دقّ قلبه ولأوّل مرة لأجله يُحَدد مصير هذا الإنسان:   إما أن يهنأ بعدها فيُدندن لأمّ كلثوم بنشوة وسعادة قائلًا:   "صالحت بيك أيامي، سامحت ببك الزمن" أو أن يُردد أبيات قصيدة مجهولٌ كاتبها:  "ولي حزنُ يعقوبٍ

عزيزي يا صاحب الظل الطويل || عليكً أن تكون فخورًا بي

صورة
  عزيزي يا صاحب الظل الطويل.. اشتاق أن اكتب لك رغم قُرب آخر مراسلة بيننا - زمنيًا - ولكنّها قلبيًا أشعر كما لو أنه مضى عليها أدهُرًا.. وفي هذه الأدهر مرّت بي الكثير من العواصف ولكنّ جذوري كانت راسِخة مُقاوِمة، فقدتُ فقط بعضًا من بتلاتي ولكنّها ستنبت مجددًا كعادتها. ولأجعل حديثي واقعي أكثر سأقول: قد مرّت بي الكثير من المشاعر المُتعِبة والمُتعَبة، لم تزعزع إيماني الرّاسخ، لم تلوّث قلبي النقيّ، ولم تسلُب منّي مشاعر الحُب والعطاء، ولكنْها رغم هذا - يا صديقي - قد أبكتني كثيرًا وأرّقتني بضع ليالٍ، وكالعادة لم يلحظ أحدٌ هذا إلا رفيقتي التي تُشاطرني السكن! لا أخفيك سرًا كانت تحاول تخفيف وطأة الألم، عانقتني كثيرًا وبكت معي.. ربّما تتسآءل الآن، ما سبب كل هذا الحزن؟ هل إلى هذا الحد أتلذذ بالألم؟ هل أتعمّد أن "أتدلل" حتى ينتبه إليّ أحدهم؟ هل أنا طفلة إلى هذا الحد؟ أم فقط أنا شخص فائض المشاعر أُبالِغ في انفعالاتي؟ ببساطة سأُجيبك، لن أعاتبك لطرحك الكثير من الأسئلة وتظاهرك بأنّك لا تعرف إجابتها وأنك لا تدرك حقيقة شخصيتي وأفكاري، فأحيانًا يحبّ الإنسان أن يُكثر سؤال محبوبه لا ليعرف الإجابة، و

عزيزي يا صاحب الظل الطويل || الاحتمالات مُطمئِنة..

صورة
  عزيزي با صاحب الظل الطويل..   تجوّلت ليلتي الماضية بخيالي بعيدًا عن هذه الدنيا وواقعيتها مُفرِطة الحدّة، بعيدًا عن ما يسمّونه "المنطق" ومعادلات المعطيات الواضحة والنتائج الحتمية، فشخصٌ مثلي رأى ما رأى وعاش ما عاش كثيرَ الخوف والتردد والتفكير - لا يؤمن بالحتميات! وأعيش دائماً على الاحتمالات وأؤمن بأن "ربّما" هي الكلمة الفاصِلة المُطمئِنة رغم كونها مُقلِقة! ولكنّي أفضّل القلق على الطمأنينة الكاذبة كي لا أتعلّق بدنيا خاسرٌ من تعلّق بها.    ورغم تحذّري وترددي كثيراً ما تغلبني فطرتي وأجدني أتعلّق بأي بصيصِ أمل، ولكن سرعان ما يذكّرني عقلي بأنّه ليس باستطاعتي التأكّد من أي أمرٍ بسهولة وسرعة وإن كانت كل المُعطيات تُشير إلى صحّته وكل الطّرق مؤديّة إليه..    كنت أحادث نفسي وأعود بذكرياتي الجمّة إلى سنواتٍ مضت، وإلى ليالٍ كان كلّ مافيها خذلان والكثير من الألم والدموع وسجداتٍ طوية كنت أدعو الله فيها بقلبٍ يشتكي ولسان تلعثم عن النطق فعجز عن التفوّه بأي كلمة، فقط لم يعجز عن ترديد: "يا رب أنت تعلم".    فتذكّرت كيف كان جبر الله لي، كيف انتشلني من قاع يأسي وألمي بلُطفه و

عزيزي يا صاحب الظل الطويل || أحبّ محادثتك..

صورة
  صديقي يا صاحب الظل الطويل..  وإن كنت صديقًا خياليًا أعرفه بيني وبيني، ولكنّي أحبّ محادثتك؛ ربما لأنّك وحدك تفهمني حتى دونما كلمة منّي، وتتقبّلني كما أنا بكُلّي: بعيوبي قبل محاسني، بظلمتي قبل إنارتي، وبفشلي قبل نجاحي، إن قلّ عطائي وإن ذبلت روحي..ولأنك لا تطلق عليّ الأحكام فقد أتقنتَ معرفتي يقينًا.  مثلك أنا، لا أحبّ الازدحام، ازدحام الأشخاص، المهام، الأحلام.. وعلى العكس؛ أحبّ أن أعطي القلّة الحقيقية التي تُحيطني جهودًا صادقة، أحبّ سقاية بذوري المفضلة بأغلى ما أملك.. قلبي  مثلك أنا، أخاف الانفعالات الغاضبة الغير مُبررة، وأؤمن بأنّ كل الانفعالات الغاضبة غير مُبررة إلا تلك الثورية التي تحمل في طياتها اتتفاضة ضد ظلم وطغيان واحتلال.. أخاف الصوت العالي جدًا، وعراكٌ المتحابين، ومشاحنة بين صديقين، وجرحٌ لا يلتئم، وأخاف على أغلى ما أملك.. قلبي مثلك أنا، أحب الأحلام وإن كانت بعيدة المنال، أحب فكرة أن العقل بالخيال قادر على السفر بعيدًا بالزمان والمكان وإن أحاطَ بالجسد جدران زنزانة، وبالقلب جذران خذلان، وأحبّ أغلى ما أملك.. قلبي  مثلك أنا، لا يُخيفني سوى أن أفقد البوصلة وأعيش في تيهٍ أبحث عن وجه

فكرة المنزل

صورة
  جدًا أحبّ نهاية الأسبوع والعُطلات، خصوصًا لشخصٍ يقدّس وقته الشخصي ومتيّمٌ بالهدوء في مدينة لا تهدأ كاسطنبول، أحبّ الاستيقاظ دون منبّه ودون تفكير فيما ينتظرني من دروسٍ وواجبات، والوصول للمحاضرة على الموعد بعد صراعٍ يطول ساعة أو تنقُص قليلًا مع المواصلات المزدحمة، أحبّ أن آكل وجبة فطوري على مهلٍ، أن أستشعِر اللقمة وكأنّها الأولى بعد جوع، وأن أرتوي بالرشفة وكأنها من واحةٍ بعد ضمأ! أن أرتّل القرآن صباحًا أو أن استمع له بصوت قارئي المفضّل، وأفتح النافذة وأستقبل أشعة الشمس بلهفة أن أنثر عطر الورد في غرفتي وأرتّب سريري بحُب، وأضع من عطري المُهدى إليّ من ماما بعد أن حُرمت منه أسبوعًا كاملًا أقضي معظمه خارجًا؛ فلا أتعطّر. أن أتصفّح كتابًا، وأشاهد مسلسلًا، أن أكتُب وأعبٍر عن خلجات نفسي في بضع أسطر، أن أرتّب مكتبتي وأعطّر كتبي، وأعود لما دوّنت من مقتبسات، وابتسم مع كل مقتبس يذكّرني ببعض الذكريات ومشاهدٍ صنعتها ذاكرتي عندما قرأت روايةً كانت تصف حدثًا ذا وقعٍ لطيفٍ على قلبي.. أحبّ فكرة المنزل والاستقرار والسكينة والهدوء، أراها كنز لا تغني عنه أجمل مناطق اسطنبول من بحارٍ وجبال ومساجدٍ وأزقّة عريقة

قلبٌ مُمتَن

صورة
  إنّي كثيرة الاحتفاظ بكلّ ما يذكّرني بأيامٍ ولحظات عشتها وإن كانت ليست بالجميلة، أحب الاحتفاظ بالصور والرسائل والعبارات التي قيلت لي، تجدني دائما ما ألتقط صورًا للرسائل التي رسمت البسمة على وجهي يومًا، وأدوّن ما شعرت به في مذكرة بعيدة عن الأعين.. لكن أتعرف ما المؤلم في هذا الجمال؟ يُؤسِفُتي حقًا أنني أجد بين كل هذه الصور صورًا لأشخاص إن استطاعت الشوارع والأزقّة أن تجمعنا مرة، فالمشاعر لن تجمعنا ثانيةً! وأن أجد رسائل لأشخاص لم يُحالفني الحظ بلقائهم، وعناقهم، والنظر في أعينهم، وكذلك لم يحالفني في الاحتفاظ بهم.وأن أجد ما يذكّرني بمن غيّروا مكانتهم في قلبي بعمدٍ أو دونه، ظنًّا منهم أن لي قلبًا كثير النسيان كما أنّه كثير الغفران.. وأن أجد من الذكريات ما يعودُ بي لمشاعرٍ كانت كما لو أنّها نعيم مُعجّل، أبيعُ عمري لأشعر بها مرات ومرّات..أتصفّح، أتأمل، أتذكّر، أضحك تارةً وأبكي أخرى، أتمنى لو لم يحدث ما حدث، أحمد الله على أن ماحدث قد حدث، ألوم نفسي، ألومهم، ألومُ الدّهر والزمن والظروف والقدر ثمّ أدرك: وما نفع اللوم الآن؟ وماذا سيفعل بي الندم والتحسّر على أمر قدّره الله، لحكمة يعلمها وحده، هي ال