المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠٢٢

لأنّه كامنٌ فِيك

صورة
  أكثر قراراتي جُرأة؛ اتخذتها للهرب من وضعٍ لا يُحتمَل وواقعٍ أليم! صنعت فُرصًا عندما خسرت الكثير منها، وفتحتُ بقلبٍ مُرهف ويدين مُرتجِفَتين أبوابًا بعدما أوصِدت في وجهي أبوابًا أخرى بقوة، تظاهرت بعكس ما أنا عليه لأنأى عن شفقةٍ ومذلّة.. لكنّي مهما هربت مُبتعِدة عن أشخاصٍ خذلوني وأماكن سرقوا منّي نفسي وتحديّات أرهقتني وتجارب ردمت ذاك الطفل بداخلي، ومهما حاولت أن أصنع متكّئات جديدة وأعوّض أحزاني بضحكات مزيّف واللعب على أوتارِ الحياة بمعزوفاتٍ لا أتقِنُها، أُدرِك أن هذه المحاولات ماهي إلا أضحوكة اصنعها لأُسلّي بها نفسي، ونهاية كل يوم أقول لها بواقعية: وإن كنتِ على كوكبٍ آخر همُّكِ لن تهربي منه لأنّه كامنٌ فِيك والذي يكمنُ فينا لن نهرُب منه إما أن نتعايش معه أو نتناساه والتعايش معه موتٌ بطيء، وتناسيه أكذوبة لن تُصدّقيها وإن تظاهرتِ بذلك!

وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ

صورة
 (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ) هذه الآية الكريمة لا تُفارق فِكري وخاطري في الآونة الأخيرة تأثُّرًا بما هو مُحيطٌ بي؛ فالله - سُبحانه - رحمة بنا ولُطفًا بقلوبنا ولأنّه أعلم بأحاول أنفُسِنا- أمرَنا بألّا نمُدّ أبصارنا إلى ما ليس لنا من أحوال الدنيا من زخارف وزينة ومُقتنيات فاخرة بنظرة الإعجاب والانبهار والإستحسان؛ فإنّها جميعًا مجرّد زهرة تُزهِر ثم تبذُل كأنّها لم تكُن، وتذهب وتمضي وتقتل مُحبّينها! فقد جعلها الله فتنة واختبار لنا ليعلم الله من يغترّ بها ممن يُحسِن عملا! أمّا رزق ربك العاجِل من العمل والعلم والإيمان ثم نعيم الآخرة في الجنة جوار الله خيرٌ وأبقى، وأن هذه الآية تعلّمنا أن نرى كل الأرزاق بأنواعها وأشكالها أنها جميعًا من الله حتى لا تنشغل قلوبنا بها عن الله وألا يكون إقبالنا عليها دون الله! فاللهم رضا القلب وسكون النفس واستنارة البصيرة 🤍

فاللهم أنت الصاحب في الحياة!

صورة
  أن تتوكل على الله حقّ التوكّل، أن يكون رضاه وحبّه غايتك، أن تعيش بقلبك قبل جوارحك الآية "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين"،  أن تدرك أنّه لا ملجأ من الله إلا إليه، أن يكون إيمانك بأنّه لا حول ولا قوّة لك إلا به إيمانًا خالصًا لا يشوبه أدنى شك، أن تتيقّن بأنّه وحده من يقيك ويحميك ويعينك، هو من يرزقك ويسعدك، وهو من ينزل لك البلاء لا عليك- ليهذّبك ويعلّمك ويرشدك، وهُداه وحده يدلّك للخير بل كلّ الخير، وأن القرب منه راحةَ لقلبك وإن كان به بعض الشقاء لبدنك، وأن تسعى لصلاح قلبك ليقينك التام بأنّه إن صلح سيصلح كل البدن والعمل - كل هذا ما هو إلا هبة عظيمة ورزق وفير وكنز جليل! أن تتذكر دائما أنك في سفر وتدرك قول المسافر: "اللهم أنت الصاحب في السفر" وأن هذه الحياة سفر، سفر بين عالمين مؤقت وأبدي، عالم سنلاقي فيها ما نرغب وما نمقت، متوقّع ومُفاجأ  وعالم سنحصد فيه ما زرعنا! فاللهم، كن الصاحب في كل مكان وزمان، في السفر والوطن، في الحلّ والترحال، كن لنا الصاحب والمُعين المحب اللطيف الودود العطوف، هب لنا من لدنك رحمة استشعار قربك عندما نتوه بين أزقّة الحياة نجرّ وح

رغمًا عن ضعف نفسك..

صورة
  أتذكر، تلك اللحظة التي قررت فيها أن تكون قويًا رُغمًا عن ضعف نفسك؟! منذ تلك اللحظة بالذات التي تظاهرت فيها بالقوة بينما كنت في أضعف حالاتك- فقدتَ حقّك البشريّ في أن تكون ضعيفًا وتعبّر عن ذاك الضعف بكلّ حُريّة، وكذا عن حاجتكَ الماسّة للاستناد وأن كل ما تريده هو أن تُلقي نفسك وتبكي كسرك ووجعك! تلك اللحظة، وذلك القرار يُحدد مدى إنسانيتك في تعاملك مع نفسك مدى الحياة! تكتشف مع مرور الزمن أنّك مُجبَرٌ على لعب دور القويّ مع كُلّ أزمة تواجهك، وتُدرك أيضًا أن المحيطين بك يستمدّون قوّتهم منك ويستندون عليك أنت، أنت الذي تفتقر الاستناد، أنت الذي في أمسّ حاجته لمُستمدِّ قُوّة! تصِل لمرحلة أنّك ترغب بإلحاح في أن تعبّر عن ضعفك ولو لمرّة واحدة، وأن تُفهَم وتُحتوَى، فقد وصلت حدّ الهوان، وأثقلكَ ضُعفك، لكنّك تجد نفسك تضعف حتى عن التعبير، عاجز عن اتّخاذ قرارٍ مختلف حيال نفسك، يدك تأبى أن تتمسك بحبل أملٍ ينقذك من الغراق في بحر العجز، فلا طاقة لك حتى للتمسّك، لكن أتدري لماذا؟! - وهذه المرة أنتَ المُلامُ الوحيد -، لأنّك أنت السبب من البداية، منذ تلك اللحظة التي تظاهرت فيها بعكس ما تشعر به، قررت أن تكون ال

مَن أحبّ مجالستهم..

صورة
  في حياتي تعرّفت على الكثير من الأشخاص وصادقت العديد منهم، جالست وحادثت منهم من استطعت سواءً واقعيًا أم افتراضيًا، أشخاص من مختلف الأعمار والأفكار، ولا يخلو الأمر من استفادة ودرس تعلّمته وأدركته من كل من صادفت وحادثت وجالست.  لكنّي لم أشعر قط بالراحة  والسكينة والطمأنينة إلا مع أولئك كثيري الحديث عن الله، كثيري الاستشعار لرحمته ولطفه وعطفه وحنانِه، عظمته وكرمه، أولئك الذين يجاهدون أنفسهم لئلّا تظل وتُفتَن، وقلوبهم لئلّا يُطبَع عليها، وبصائرهم لئلّا تُعمى، أولئك كثيري الحديث عن السبيل إلى رضى الله والخوف من سخطه والطمع في رحمته وتمنّي جنّته، يتحدّثون عن الله وهم موقِنون بأنه أقرب إليهم من حبل الوريد واقعًا وحقيقةً وشعورًا وحُبًّا، أولئك الذين لا يُرى عليهم "ظاهِر التديّن" بقدر ما يُرى في أفعالهم وأقوالهم ويُستَشعَر في القرب منهم وحين النظر في أعينهم.  إنّي والله أحبّ مجالستهم؛ لأنّي أتعرّف على الله خلالهم، أشعر معهم كما لو أنّ كل سكينة هذا العالم تتنزّل علينا، وتغشانا رحمته سبحانه وتحفّنا الملائكة.. حنانيك يا الله، ردنا إليك ردًا جميلا، ورقق قلوبنا بخشيتك، واملأ جوانحنا بمحبت

كمّل بقلبي..

صورة
  بين مطبّات الحياة، حلوها ومرّها، أفراحِها وأتراحها والخسارة والكسب، تعلّمت دومًا أن أختار الخيار الأشجع لا الأكثر أمانًا مهما كلّفني من ألم واستنزاف، استغنيت عن حياة الركود تلك التي ظاهرها هناءً ومضمونها شقاء لمن يعِي ويُبصِر، واخترت أن أتجدد كل يوم، وفي ميدان المعركة اخترت دائمًا أن أكون في وجه المدفع لا أن أختبئ خلف الكثبان؛ فأنا أؤمن أن الحياة الحقيقية تكمن في المواجهة وقبول التحدّي أيًا كان!  لطالما وصفني من يُحيط بي بالشُّجاعة وأن لا مكان للخوف في قلبي، اعتبرت نفسي كذلك لمُدّة مضت عندما كان ما يُواجهني صغيرًا، صغيرًا جدًا كحجم قلبي وكفّ يدي؛ فلم يكُن يُخِيفني وإنّما كنت أستمتع بالمواجهة والتحدّي.  لكن ما يواجهني ضلّ يكبر ويسبقني وانشغلت أنا عنه في الحنوّ على قلبي وقلوب من أحب، فَنسيتُ أن أكبُر وبقيت هنالك حيث براءة الطفولة وكل ماهو حقيقي..  ومع هذا؛ احتفظت بظاهري الشجاع رغمًا عنّي، فهذا ما فرضه الواقع لا ما اخترته أنا طوعًا، أو بالأحرى لأقول: هذا ما اختاره أنا؛ لأنه لا مكان إلا للشجاع في هذا الواقع المُخيف.  ضلّت التحديات تكبر والمواجهة تزداد حدّة وميدان المعركة يشتعل مرة بعد مر

ذات لحظة..

صورة
ذات لحظة، عندما كنت أصغر عمرًا وفِكرًا وشعورًا، ذات قلبٍ أضعف وأحلامٍ تكبُرني كمًا وحجمًا.. اعتقدت أن السعادة هي الغاية، والهناءَ والرّاحة والسكون هم الحالات الطبيعية التي يعيشها معظم الناس، إلا من لم يكُن لهم حظًا وفيرًا من هذه الدنيا، واعتقدت من أحداث كثيرة توالت أنني من فَقِيري الحظ وقد كُتِب عليّ الشقاء، إلى أن أحقق الغاية الكُبرى، ألا وهي "السعادة".  فكبرت عمرًا وفِكرًا وشعورًا، وقويَ قلبي وربّما اكتسب بعض القسوة أيضًا، وازدادت أحلامي حجمًا فاصطدمت بواقعٍ ضيّق مُحزِن، وإذ بي أتعلّم من الحياة شيئًا فشيئَا، فأعيشُ تارّةً في هناء وراحة وطمأنينة وتارّة في همٍ وشقاء.  عشتُ لحظات متفرّقة كُنتُ فيها في أوجِ سعادتي ونشوتي لبعض المكتبسات الماديّة منها وتلك المعنوية شعرت فيها أنني الأسعد على وجه البسيطة حتى وددتُ لو أن بمقدوري أن آخذ من فيض سعادة قلبي وأسكبها في قلوب المحزونين، كما عشتُ لحظات أخرى خسرت فيها أصدقاء وأحبّة وأحلامٍ والكثير من نفسي.. لحظاتٍ كنت فيها في أعمق وديان حُزني أغرق حتى الاختناق ولا مُنقِذَ يشدّ يدي الممدودة وقلبي المُستغيث؛ فأضلمتْ الدنيا أمامي واسودَّت الحيا

قلبٌ مُثقَل..

صورة
  لا أحد يعلم كم مُثقَلٌ هذا القلب بالهمّ، وكم مُستنزَفةٌ هذه الروح ومُتعبة، لا أحد يعلم مدى انبعاث الحزن في هذه النفس التي ما رغبت شيئًا إلا وكان أبعد ما يكونُ عنها، وما تمنّت شيئًا إلا واستحال تحقيقه..  هذه السبيل طويلة ومُرهِقة حدّ البُكاء، ليس فقط بكاء العينين، وإنما بكاء كل شيء حتى الشجر الهامِد، هذا الليل طويلٌ جدًا ومليءٌ بالآلام والجروح وبعض الأحلام المُبَعثرة، هذه الحياة باتت ممات، وهذا الجسد اقترب لأن يكون جُثّة هامدة لا فرق لديها بين هناءٍ وشقاء. ولأن الروح ليست هنا، ولأن القلب تعِب هذه الدنيا الدنيّة، فالروح حنّت للجِنان، والقلب قد بات زهرة ذابلة تتساقط بتلاتها واحدةً تلوَ الأخرى..  وأنا أنَا صامِدة كعادتي، تُستَمدّ مني الحياة وأنا المُحتاجةُ إليها، أعيش أيامًا أُحسَدُ عليها ولست قادرة على الإحساس بمدى لُطفها، أعيشُ بروحٍ ما عادت تحتملّ إخفافًا آخر.. أعبر الطرق والأماكن والأشخاص بهدوء؛ حتى يظنّ الرائي أن طمأنينة الكون قد بُعِثت في نفسي بينما يفزع الغائص من رمادٍ نُثِر فيّ بعدما حُرِقتُ وحُرِقَت كُلّ آمالي.

أيكفي التمنّي؟!

صورة
 أيكفي التمنّي للوصول؟! أيكفي التمنّي لعودة اللحظات التي اعتقدنا أنّها ستدوم عمرًا لكننا الآن نفقتدها ونفتقد معها من أرواحنا جزءًا؟! أيكفي التمنّي للوَصل بعد القطع وللمُضيّ قُدُمًا بعد الرجوع خلفًا وللفرحة بعد الأسَى وللالتئام بعد الجرح وللإشراق بعد الانطفاء؟!  أيكفي التمنّي للنسيان، وكأنّ شيئًا لم يكُن؟!  لقد أرهقنا التمنّي وأهلكَنا، وما يُذبل الروح أكثر  هو أن ما نتمناه قريب، قريب جدًا لكنّه يتحقق لغيرنا بل ويتحقق لهم دونما تمنّي!! وهذا ما يجعلنا أكثر أملًا وأكثر طمعًا في احتمالية تحققه لنا يومًا، لكنّه لا يفعل!  أيكفي التمنّي لألّا نتمنى؟! أيكفي التمنّي لألّا نُخذَل ونُجرَح ونُرهَق مرارًا وتكرارًا؟!  لا يكفي التمنّي ولن يكفي يومًا، ولكنّ الرضا رغم عُسره يكفي، يكفي على الأقل لعيش ما تبقّى لنا من الحياة..

إلى متى؟!

صورة
  إلى متى؟ إلى متى ستظل الحياة تلعب لعبتها الخبيثة هذه!! تأخذنا حيث لا نريد وتُبعدنا عن حيث ننتمي، إلى متى سيظل الهم يُثقل أرواحنا ويُدمي قلوبنا وتعبث كل هذه الأحداث المتوالية المفاجئة الصادمة بمخالبها بكل شراسة بمشاعرنا وعواطفنا ترمي بنا أرضًا وتعنفنا بكل ما أوتيت من قوة!  إلى متى سنتظاهر بالقوة والسعادة والرضى وداخلنا يتقطّع ألمًا ومقتا وبغضًا، ولا يوجد في تحكمنا ما يُفعل إزاء ما يجري لنا وما حولنا غير البكاء في الظلمات بعيدًا عن أعين من هم حريّ بهم أن يساندوننا ويعينوننا على نوائب الحياة وعثراتها؟!  أتعبتنا هذه الهموم قطّعت أورِدتنا ونزف دم الحياة من شرايين أرواحنا قطرة قطرة، ليسقي الأرض التي نعيش عليها حتى يدفننا في باطنها، يدفننا بأحلامنا وآمالنا يدفن قلوبنا الصغيرة بعدما لاقت ما لاقت مما لا تحتمل ولا تستحق، يدفننا بآهاتنا وحسراتنا والكثير من الكلام الذي كاد يخنقنا والتساؤلات التي أرّقتنا ليالٍ وليال لم نجد لها إجابةً شافية بعد..  ولكن ليس كُل ما يُسأل يُجاب، وليس كل ما يُؤمَل يحدث، وليس كل ما يُتمنّى يُدرك.. هكذا هي الحياة التي كُتب لنا العيش فيها، لم ولن تكُن يومًا مُنصِفة أو حت