المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠٢٣

فكرة المنزل

صورة
  جدًا أحبّ نهاية الأسبوع والعُطلات، خصوصًا لشخصٍ يقدّس وقته الشخصي ومتيّمٌ بالهدوء في مدينة لا تهدأ كاسطنبول، أحبّ الاستيقاظ دون منبّه ودون تفكير فيما ينتظرني من دروسٍ وواجبات، والوصول للمحاضرة على الموعد بعد صراعٍ يطول ساعة أو تنقُص قليلًا مع المواصلات المزدحمة، أحبّ أن آكل وجبة فطوري على مهلٍ، أن أستشعِر اللقمة وكأنّها الأولى بعد جوع، وأن أرتوي بالرشفة وكأنها من واحةٍ بعد ضمأ! أن أرتّل القرآن صباحًا أو أن استمع له بصوت قارئي المفضّل، وأفتح النافذة وأستقبل أشعة الشمس بلهفة أن أنثر عطر الورد في غرفتي وأرتّب سريري بحُب، وأضع من عطري المُهدى إليّ من ماما بعد أن حُرمت منه أسبوعًا كاملًا أقضي معظمه خارجًا؛ فلا أتعطّر. أن أتصفّح كتابًا، وأشاهد مسلسلًا، أن أكتُب وأعبٍر عن خلجات نفسي في بضع أسطر، أن أرتّب مكتبتي وأعطّر كتبي، وأعود لما دوّنت من مقتبسات، وابتسم مع كل مقتبس يذكّرني ببعض الذكريات ومشاهدٍ صنعتها ذاكرتي عندما قرأت روايةً كانت تصف حدثًا ذا وقعٍ لطيفٍ على قلبي.. أحبّ فكرة المنزل والاستقرار والسكينة والهدوء، أراها كنز لا تغني عنه أجمل مناطق اسطنبول من بحارٍ وجبال ومساجدٍ وأزقّة عريقة

قلبٌ مُمتَن

صورة
  إنّي كثيرة الاحتفاظ بكلّ ما يذكّرني بأيامٍ ولحظات عشتها وإن كانت ليست بالجميلة، أحب الاحتفاظ بالصور والرسائل والعبارات التي قيلت لي، تجدني دائما ما ألتقط صورًا للرسائل التي رسمت البسمة على وجهي يومًا، وأدوّن ما شعرت به في مذكرة بعيدة عن الأعين.. لكن أتعرف ما المؤلم في هذا الجمال؟ يُؤسِفُتي حقًا أنني أجد بين كل هذه الصور صورًا لأشخاص إن استطاعت الشوارع والأزقّة أن تجمعنا مرة، فالمشاعر لن تجمعنا ثانيةً! وأن أجد رسائل لأشخاص لم يُحالفني الحظ بلقائهم، وعناقهم، والنظر في أعينهم، وكذلك لم يحالفني في الاحتفاظ بهم.وأن أجد ما يذكّرني بمن غيّروا مكانتهم في قلبي بعمدٍ أو دونه، ظنًّا منهم أن لي قلبًا كثير النسيان كما أنّه كثير الغفران.. وأن أجد من الذكريات ما يعودُ بي لمشاعرٍ كانت كما لو أنّها نعيم مُعجّل، أبيعُ عمري لأشعر بها مرات ومرّات..أتصفّح، أتأمل، أتذكّر، أضحك تارةً وأبكي أخرى، أتمنى لو لم يحدث ما حدث، أحمد الله على أن ماحدث قد حدث، ألوم نفسي، ألومهم، ألومُ الدّهر والزمن والظروف والقدر ثمّ أدرك: وما نفع اللوم الآن؟ وماذا سيفعل بي الندم والتحسّر على أمر قدّره الله، لحكمة يعلمها وحده، هي ال

حمدَ المُحبّ..

صورة
  إلهي، أحمدك حمد المُحِب أنّك لم تُيسّرلي ما أردت، وأستغفرك عندما بكيت بكاء الساخط -جهلًا منّي- عندما منعته عنّي.. اليوم قلبي مُطمئن وأنا راضية كُلّ الرضا لأنّك رحمتني بحرمان ما أردت عنّي، وأبدلتني خيرًا وأعطيتني ما باستطاعته أن يُنسيني كلما تمنّيت يومًا، وغمرتني برحتمك وغشيتني بلُطفك وحُبّك كما كنت تفعل دومًا، ولكنني هذه المرة فقط أدركت معنى أن ألتمس لُطفك في تفاصيل حياتي، عرفتك أكثر من أي وقتٍ مضى.. إلهي، لا تتركني لنفسي طرفة عين فأَهلَك، واجعلني دائمًا في معيّتك وعلى نورٍ وهُدًى منك، كي لا تتوه البوصلة، وأضيعُ في الطريق، وأفقد الأمل، وأن أُقابِل من يتّقيك، وأُرافِق من يُحبّني فيك، ومن يخجل من أن يعصيك وأنت ناظِرٌ إليه، كي لا يملأني اليأس، ولا يملأ قلبي الأسى، ولا يُملأ عقلي بوساوِس مُهلِكة، كي لا أُقابِل من لا تُحِب ومن لا يخافك، كي أعيش بسلامٍ وفي سلام وأنت تحبّني وراضٍ عنّي إلى يومِ أن ألقاك..🤍

إن أراد واتّخذ بالأسباب!

صورة
  أؤمن بأن أكبر ما نُعانيه من مشاكل، وما نتكبّده من عناء، وتلك التفاصيل التي نبغضها، والمشاعر التي نحاول جاهدين انتزاعها من قلوبنا، وتلك التساؤلات التي نتوق موتًا لمعرفة إجاباتها - كل هذا هو بفعل أنفسنا لأنفسنا!  هل إلى هذه الدرجة يحبّ الإنسان أن يُعذّب من يحبُّ ونفسُه؟ هل إلى هذا القدر كانت حياتنا سهلة مُيسّرة تخلو من مشاكل وآلامٍ ومُعضِلات حتى أنّنا أصبحنا نبحث عن مصادر همٍّ أخرى، ثم وجدناها في أنفسنا؟ في قلوبنا وأرواحنا وعقولنا؟ فأصبحنا نصارع أنفسنا، ونتصارع فيها، ونتضارب بين أفكارنا ومشاعرنا، ومنطقنا وعواطفنا، ففقدنا التوازن.. فكان همّنا الأكبر هو حماية قلبنا الخائف، الذي يهابُ كل شيء رغم ما يُظهِر من قوة، يرى بأن لا شيء ولا أحد يستحق أن يحتلّ رُكنٍ فيه! وإذا حدث - ودون إرادة منه - يقابله هذا القلب الصغير بردود فعل تُهلِك صاحبه قبل أن تُهلِك من يحاول وُلوجه! وكان همّنا الآخر هو من عقلنا، رافِعًا توقّعاته، يعيش في عالمٍ غير العالم، يرسم خيالاتٍ مُبهِجة تارّة، وأخرى يأتي بأكثر الأفكار تشاؤمًا، يلعب بالذكريات  فيُذكّرنا بما تناسيناه، لنُدرك بأننا لم ننسى رغم المحاولات، فيجعلنا مُسَيطَ

كم سيكون هذا الألم أقلّ وطأة!

صورة
    كلما حدثَ أمرٌ يزلزل الأُمّة، ويُغيّر الكثير، ويُعلّمنا ما عجزت المدارس والكُتب تعليمه إيّانا؛ أركض إلى من أعتاد الركوض إليهم ليشحذوا همّتي، ويُضيئوا لي تلك الزوايا المعتمة في عقلي، ويذكّروني بما نسيت، ويُحيُوا قلبي بحروفهم وكلماتهم، ويعلّموني ما يجب أن أتعلّمه، ويُملوا عليّ ما يجب أن أفعله، ويثبّتوا قلبي بإذن الله، لأعرف هل أسيرُ أنا على الطريق الذي يجب أن أسير عليه؟   فتجدني تارّة أحتاج إلى من يهذّبني أدبيًا فأفتح كتاب وحي القلم، للرافعي العظيم، وأبحث عن رأيه في هذا الأمر، ثم أركض إلى شيخي أحمد السيد، فيثبّتني على الأصول ويُجلي لي المعالم، ويذكّرني بسيرة رسولنا عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم، ومواقف الأنبياء، وحكمة الله وراء ما يحدث وسُنته في خلقه، وأذهب إلى د. إياد قنيبي فيُحذّرني من المصطادين في الماء العكر، والمُعاصرين المُرائين، والاستغلاليين، وممن يدسّ السُّم في العسل، فيوقظني من غفلة.. ولكنّي أتساءل بحسرة هنا: ماذا لو كان مشائخنا الطريفي والسكران والعودة ومهندسنا أيمن عبدالرحيم وغيرهم كُثر بيننا اليوم؟! كم سيكون هذا القلب أقوى وهذا العقل أذكى وهذه الإرادة أقدَر، وهذه المحاو

كتابين..

صورة
  أقرأ هذه الأيّام كتابين قيّميّن، - وقراءة كتابين في الوقت ذاته أمر مُشتت حقيقةً بالنسبة لي- ولكن لشدّة احتياجي لهما أقرأهما بحُب وسعادة تعتريني، حتى أنني لم استطِع تسبيق أحدهما عن الآخر لما فيهما من قيَم ومعاني تُحييني وتشذّ همّتي..   الأول هو كتاب "جمالية الدين" والآخر هو كتاب "وليتبّروا ما علوا تدبيرًا".. الأول يتناول الإسلام من بابٍ قلبيّ ومفهوميّ، مُركّزًا على نوابض الحُسن وجوهر الجمال في الشريعة الإسلامية، ويتناول مفهوم التديّن الحق البعيد عن الخشونة والحديّة، القريب من الجمالية وكل خُلقٍ سَمْح، بل هو الجمال ومنبعه!    والآخر يتناول قضية أساسية ومركزية في شريعتنا الإسلامية وهي قضية مقدّساتنا الدينية، تحديدًا "المسجد الأقصى" وتلك الأرض المُباركة، مسرى رسولنا عليه الصلاة والسلام، مهبط الأنبياء والملائكة، أولى القبلتين وثالث الحرمين..    هذا الكتاب جمعَ بين البُعد التاريخي للقضية، وتصحيح مفاهيم خاطئة فيما تخص المسجد الأقصى والاحتلال، ومن الأحقّ بالأراضي الفلسطينة، وكذا البُعد الديني لها وواجبنا تجاه مقدّساتنا وأثر تعظيمنا له على قلوبنا، وكيف دافعت المق

فرحة تُعيد لنا إشراقة أرواحنا.. فقد ذبلنا!

صورة
    لا أخفيكم سرًا يا رفاق.. هذه الأيام، وكغيري كثير أشعر بالعجز حيال كل شيء، حتى أكثر الأشياء إعتيادية، ربّما أمارس بشكل طبيعي روتين يومي العادي جدًا الغير متطلّب للكثير من الجهد المبذول، ولكنّي رغم بساطته أجرّ نفسي له جرًا كي أُنجِزَ شيئًا وأصنع فارِقًا؛ فأنا أكره وبشدة شعور العجز والاستسلام مهما كان الوضع لا يُطاق ويصعب تحمّله.. إلًا أن لأنصاف الخطوات ضرورة! خصوصًا في هذه الأيّام، فما النصر على النفس إلًا أنّه جزء من النّصر على الغاصب، وكلاهما عملية تراكمية وعملٌ دؤوب ومحاولات متكررة.. في هذه الأيام السيئة، والتي غطّى فيها الحُزن كُلّ الزوايا، وهبطت علينا هالةٍ من اليأس والضعف، أتذكّر كثيرًا لُطف الله، وكيف له أن يمسح برحمته على قلوبنا فيُحيينا من جديد، وكيف لأيّامٍ صعبة قد عشناها آنِفًا لكنّها اليوم مجرّد ذكريات لا تكاد تُذكَر حتّى- كيف لها أن تمضي كأنّها لم تكن! وأتذكّر كثيرًا لحظاتٍ جميلة كنت فيها وبها سعيدةً، فأجدها سلواي وتصبح كملجئي الوحيد لتُعيد إليّ توازني النفسي حتى أستمرّ في العبادة والعلم والعمل تارّة، وفي الضّحك والهزل وخفّة القلب وروحِ الطفولة تارّة أخرى..   فمثلًا أتذك

الطمأنينة..

صورة
  ولكن هذه المرّة يا الله، لا أريد سوى الرضى والطمأنينة، وأن يأتيني ما أحب وأتمنى مباركًا محفوفًا بألطافِك وتيسيرك وحُبّك، هذه المرة لا أريد أن أُنهِك نفسي وأُثقِل كاهلي بالمزيد من الأحلام التي لا تتحقق والأمنيات التي تنأى عنّي، لا أريد أن أُرهِق قلبي بالتمنّي وعقلي بفرط التفكير؛ لقد أُنهِكتُ آنِفًا حتى تفطّر قلبي، وبكيتُ ليالٍ وليالٍ على نفسي، مرّت بي أيامٌ كان اليأس ولا شيء غير اليأس يُحيط بي ويُقطّع شراييني واحدًا تلو الآخر رويدًا رويدَا، فقدت ما فقدت، وعشت داخل متاهات اعتقدت استحالة الخروج منها.. لا أريد لكل هذا أن يتكرر معي، هذه المرة أُريد أن أهنأ وأن يهدأ قلبي وأن أحب كل ما تختاره لي وأن أرضى بأقدارك لي، فهذا القلب الذي لا يتجاوز حجمه حجم كف يدي الصغير لا يقوى على أن يُخذَل بعد الآن..   أدعوك أن تجعل هذه الدنيا بين يديّ لا في قلبي، وأن تجعلني أسيرُ بخفّة، أعيشُ بهدوءٍ فيما ترضى، وأموتُ على ما تُحِب.. لا مزيد من الصراعات، والركض خلف المجهول، وتمنّي المستحيلات، والتأمّل فيما لا أمل فيه، ولا مزيد من الصراخ الذي لا يسمعه غيري، لا مزيد من الأرق والكوابيس، ورفاق السوء والأماكن الخاطئة