المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٩

مجتمع المناظرة صدمتي الثقافية

صورة
  "سلامٌ إليكم وإلينا سلام،  سلامٌ على من رد السلام،  وسلامٌ حتى على من لم يرد،   سلامٌ باسم الرب السلام،   رب العباد الله الصمد" هكذا كان لفت الإنتباه خاصتي في أوّل وقفة لي أمام مجموعة أشخاص تتجه أبصارهم نحوي ليروا حُجّتي لا ليسمعون عُلو صوتي، لن أنسى القضية الني كنا نتناقش حولها في تلك الجلسة التناظرية، لن أنسى محاولتي في تقمص شخصية شخص يقبل التدخين في الأماكن العامة، بينما أنا لا أقبل، لن أنسى توتري ذلك اليوم وإرتجافة يداي وشعوري بعدم الإتّزان، وسخونة أطرافي وتلعثم الأحرف في فمي، ومشاعر الخوف والربكة والتردد والتفكير المستمر في الإنسحاب، ومحادثة نفسي و توبيخها لتتوقف عن كل هذا الهراء وأن تُقبِل بشجاعةٍ وثقة على إلقاء خطابها لأوّل ولآخر مرة في حياتها.هذه المشاعر التي إرتابتني بينما كنت أستعد لأُناظر لأوّل مرة بعد محاضرات نظرية دامت لأربعة أيام متواصلة لم تكُن هيّنة فقد كانت مليئة بالمعلومات والمصطلحات الجديدة والمختلفة كُلياً.ولكنّ هذا التدريب كان نقطة تحوّلي، من فتاة تهاب المجتمع وتكره الإختلاط والمواجهة والوقوف أمام جمعٍ من الناس إلى فتاةٍ أطلقت العنان لعقلها

إجتماعي أم إنطوائي

صورة
أنتم المنعزلون المتوحدون، كثيرو التذمر، قليلوا الكلام، الإنطوائيون الكارهون للناس والمكروهين، تبتعدون عنا وكأنكم الملائكة ونحن الشياطين، لا نراكم في تجمعاتنا ولا نسمع مشاركاتكم في أحاديثنا، لا سلام على قلوبكم ولا طبتم ولا طابت أيامكم.. كثيراً ما نُواجه ونُتّهم بصفات ليست فينا، كثيراً ما تُلوّث أسماعنا بعبارات فضّة بلهاء تضُرّنا ولا تُمثّلنا، كثيراً ما تُشخّص مزاجياتنا بأنها أمراض نفسية يجب أن نُعالج منها حتى نندمج بين الناس في المجتمع، وكل هذا ما هو إلا أكاذيب وإفتراءات تزعجنا وتخنق أنفاسنا تكاد تقتلنا، تشخيصات تُشخّص بثقة دون أي أساسات علمية أو طبية، أوهام مجتمعية بلهاء. نحن المنعزلون في عوالمنا الخاصة، نحن من نجد الراحة والسكينة والطمأنينة في أركاننا، نحن قليلوا الكلام مع الناس كثيروا الكلام معنا، نحن من نكره إطلاق الصفات والمواصفات جزافاً لن نحكم على جمعٍ بأنهم شياطين أو ملائكة، ولا يهمنا كيف يرانا الناس، ولا نهتم بلفت انتباههم أو نيل إستحسانهم، نحن الكارهون للتجمعات العشوائية دون هدف وغاية، نحن الكارهون للأحاديث العقيمة والحديث عن فلان وغيره، نحن أولئك الذين اختاروا العيش ف