فاللهم أنت الصاحب في الحياة!


 

أن تتوكل على الله حقّ التوكّل، أن يكون رضاه وحبّه غايتك، أن تعيش بقلبك قبل جوارحك الآية "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين"،  أن تدرك أنّه لا ملجأ من الله إلا إليه، أن يكون إيمانك بأنّه لا حول ولا قوّة لك إلا به إيمانًا خالصًا لا يشوبه أدنى شك، أن تتيقّن بأنّه وحده من يقيك ويحميك ويعينك، هو من يرزقك ويسعدك، وهو من ينزل لك البلاء لا عليك- ليهذّبك ويعلّمك ويرشدك، وهُداه وحده يدلّك للخير بل كلّ الخير، وأن القرب منه راحةَ لقلبك وإن كان به بعض الشقاء لبدنك، وأن تسعى لصلاح قلبك ليقينك التام بأنّه إن صلح سيصلح كل البدن والعمل - كل هذا ما هو إلا هبة عظيمة ورزق وفير وكنز جليل!

أن تتذكر دائما أنك في سفر وتدرك قول المسافر: "اللهم أنت الصاحب في السفر" وأن هذه الحياة سفر، سفر بين عالمين مؤقت وأبدي، عالم سنلاقي فيها ما نرغب وما نمقت، متوقّع ومُفاجأ  وعالم سنحصد فيه ما زرعنا!

فاللهم، كن الصاحب في كل مكان وزمان، في السفر والوطن، في الحلّ والترحال، كن لنا الصاحب والمُعين المحب اللطيف الودود العطوف، هب لنا من لدنك رحمة استشعار قربك عندما نتوه بين أزقّة الحياة نجرّ وحدتنا وخيبتنا ونحمل أثقالا لاعلم لأحدِ عنها سواك، ولا سواك قادر على أن ينجّي المرء الضعيف من كرباته ويقيمه بعد عثراته، ويخرجه من متاهته، ويعود به إلى حيث يأمن ويطمئن بعد طول رهبة قلب وهواجس فكر..


فاللهم أنت الصاحب في الحياة!

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

في يوم المرأة العالمي || المرأة المسلمة لا تحتاج للتمكين

في عيدهم المزعوم

كم سيكون هذا الألم أقلّ وطأة!