رغمًا عن ضعف نفسك..


 

أتذكر، تلك اللحظة التي قررت فيها أن تكون قويًا رُغمًا عن ضعف نفسك؟!

منذ تلك اللحظة بالذات التي تظاهرت فيها بالقوة بينما كنت في أضعف حالاتك- فقدتَ حقّك البشريّ في أن تكون ضعيفًا وتعبّر عن ذاك الضعف بكلّ حُريّة، وكذا عن حاجتكَ الماسّة للاستناد وأن كل ما تريده هو أن تُلقي نفسك وتبكي كسرك ووجعك!

تلك اللحظة، وذلك القرار يُحدد مدى إنسانيتك في تعاملك مع نفسك مدى الحياة!

تكتشف مع مرور الزمن أنّك مُجبَرٌ على لعب دور القويّ مع كُلّ أزمة تواجهك، وتُدرك أيضًا أن المحيطين بك يستمدّون قوّتهم منك ويستندون عليك أنت، أنت الذي تفتقر الاستناد، أنت الذي في أمسّ حاجته لمُستمدِّ قُوّة!


تصِل لمرحلة أنّك ترغب بإلحاح في أن تعبّر عن ضعفك ولو لمرّة واحدة، وأن تُفهَم وتُحتوَى، فقد وصلت حدّ الهوان، وأثقلكَ ضُعفك، لكنّك تجد نفسك تضعف حتى عن التعبير، عاجز عن اتّخاذ قرارٍ مختلف حيال نفسك، يدك تأبى أن تتمسك بحبل أملٍ ينقذك من الغراق في بحر العجز، فلا طاقة لك حتى للتمسّك، لكن أتدري لماذا؟!

- وهذه المرة أنتَ المُلامُ الوحيد -، لأنّك أنت السبب من البداية، منذ تلك اللحظة التي تظاهرت فيها بعكس ما تشعر به، قررت أن تكون البطل رغم علمك أنك عاجز عن لعب دور "الكومبارس" حتّى!

فهذا قراركَ، إذًا أنت المسؤول عن إصلاح ما أفسدته في نفسك، لا أحد غيرك، فلم تكُن أنتَ أنت طيلة المُدّة الماضية.. آمُل - حقًا - أن تستطيع إيجاد نفسك الحقيقية بين كل هذه الوجوه المُستعارة التي عشت بها..

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

في يوم المرأة العالمي || المرأة المسلمة لا تحتاج للتمكين

لأنّه كامنٌ فِيك

في عيدهم المزعوم