لأنّه كامنٌ فِيك
أكثر قراراتي جُرأة؛ اتخذتها للهرب من وضعٍ لا يُحتمَل وواقعٍ أليم! صنعت فُرصًا عندما خسرت الكثير منها، وفتحتُ بقلبٍ مُرهف ويدين مُرتجِفَتين أبوابًا بعدما أوصِدت في وجهي أبوابًا أخرى بقوة، تظاهرت بعكس ما أنا عليه لأنأى عن شفقةٍ ومذلّة.. لكنّي مهما هربت مُبتعِدة عن أشخاصٍ خذلوني وأماكن سرقوا منّي نفسي وتحديّات أرهقتني وتجارب ردمت ذاك الطفل بداخلي، ومهما حاولت أن أصنع متكّئات جديدة وأعوّض أحزاني بضحكات مزيّف واللعب على أوتارِ الحياة بمعزوفاتٍ لا أتقِنُها، أُدرِك أن هذه المحاولات ماهي إلا أضحوكة اصنعها لأُسلّي بها نفسي، ونهاية كل يوم أقول لها بواقعية: وإن كنتِ على كوكبٍ آخر همُّكِ لن تهربي منه لأنّه كامنٌ فِيك والذي يكمنُ فينا لن نهرُب منه إما أن نتعايش معه أو نتناساه والتعايش معه موتٌ بطيء، وتناسيه أكذوبة لن تُصدّقيها وإن تظاهرتِ بذلك!