قلبٌ مُمتَن


 

إنّي كثيرة الاحتفاظ بكلّ ما يذكّرني بأيامٍ ولحظات عشتها وإن كانت ليست بالجميلة، أحب الاحتفاظ بالصور والرسائل والعبارات التي قيلت لي، تجدني دائما ما ألتقط صورًا للرسائل التي رسمت البسمة على وجهي يومًا، وأدوّن ما شعرت به في مذكرة بعيدة عن الأعين..

لكن أتعرف ما المؤلم في هذا الجمال؟

يُؤسِفُتي حقًا أنني أجد بين كل هذه الصور صورًا لأشخاص إن استطاعت الشوارع والأزقّة أن تجمعنا مرة، فالمشاعر لن تجمعنا ثانيةً!

وأن أجد رسائل لأشخاص لم يُحالفني الحظ بلقائهم، وعناقهم، والنظر في أعينهم، وكذلك لم يحالفني في الاحتفاظ بهم.وأن أجد ما يذكّرني بمن غيّروا مكانتهم في قلبي بعمدٍ أو دونه، ظنًّا منهم أن لي قلبًا كثير النسيان كما أنّه كثير الغفران..

وأن أجد من الذكريات ما يعودُ بي لمشاعرٍ كانت كما لو أنّها نعيم مُعجّل، أبيعُ عمري لأشعر بها مرات ومرّات..أتصفّح، أتأمل، أتذكّر، أضحك تارةً وأبكي أخرى، أتمنى لو لم يحدث ما حدث، أحمد الله على أن ماحدث قد حدث، ألوم نفسي، ألومهم، ألومُ الدّهر والزمن والظروف والقدر

ثمّ أدرك: وما نفع اللوم الآن؟ وماذا سيفعل بي الندم والتحسّر على أمر قدّره الله، لحكمة يعلمها وحده، هي الخير ولا شك!وأقول: كانت هنالك قلوبٌ لطيفة، كانت هنالك لحظات جميلة، رُسِمت البسمة على وجهي يومًا..

وسأُقابل قلوبًا ربما ألطف، وسأعيش لحظات ربما أجمل، وسأبتسم كثيرًا..

سأغفر وسأعفو كثيرًا، ربّما سأنسى، ولن أندم على شعورٍ صادق منحته.. دائمًا سأحتفظ بقلب الطفل الذي فيّ.. قلبٌ مُمتَن..

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لأنّه كامنٌ فِيك

في يوم المرأة العالمي || المرأة المسلمة لا تحتاج للتمكين

الضربة اللي ما تقتلكش، تقوّيك.