فكرة المنزل


 

جدًا أحبّ نهاية الأسبوع والعُطلات، خصوصًا لشخصٍ يقدّس وقته الشخصي ومتيّمٌ بالهدوء في مدينة لا تهدأ كاسطنبول، أحبّ الاستيقاظ دون منبّه ودون تفكير فيما ينتظرني من دروسٍ وواجبات، والوصول للمحاضرة على الموعد بعد صراعٍ يطول ساعة أو تنقُص قليلًا مع المواصلات المزدحمة، أحبّ أن آكل وجبة فطوري على مهلٍ، أن أستشعِر اللقمة وكأنّها الأولى بعد جوع، وأن أرتوي بالرشفة وكأنها من واحةٍ بعد ضمأ!

أن أرتّل القرآن صباحًا أو أن استمع له بصوت قارئي المفضّل، وأفتح النافذة وأستقبل أشعة الشمس بلهفة أن أنثر عطر الورد في غرفتي وأرتّب سريري بحُب، وأضع من عطري المُهدى إليّ من ماما بعد أن حُرمت منه أسبوعًا كاملًا أقضي معظمه خارجًا؛ فلا أتعطّر.

أن أتصفّح كتابًا، وأشاهد مسلسلًا، أن أكتُب وأعبٍر عن خلجات نفسي في بضع أسطر، أن أرتّب مكتبتي وأعطّر كتبي، وأعود لما دوّنت من مقتبسات، وابتسم مع كل مقتبس يذكّرني ببعض الذكريات ومشاهدٍ صنعتها ذاكرتي عندما قرأت روايةً كانت تصف حدثًا ذا وقعٍ لطيفٍ على قلبي..

أحبّ فكرة المنزل والاستقرار والسكينة والهدوء، أراها كنز لا تغني عنه أجمل مناطق اسطنبول من بحارٍ وجبال ومساجدٍ وأزقّة عريقة، وأحبّ أكثر أن المنزل شعورٌ نبذل من أجله كثيرًا طيلة الأسبوع.

نصل إليه مُتعَبين فيحتوينا، منكسرين فيُرممُنا، مُجهَدين فيُريحُنا، مٌشتتين فيُلَملِمُنا ويُرممُنا ويُجهّزُنا لأسبوعٍ قادم نُصارِع فيه أنفسنا لنصل إلى ما نسجه خيالُنا، ورسمته أفكارنا، وأرادته قلوبنا 🤍

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لأنّه كامنٌ فِيك

في يوم المرأة العالمي || المرأة المسلمة لا تحتاج للتمكين

الضربة اللي ما تقتلكش، تقوّيك.