في عيدهم المزعوم
في عيدهم المزعوم، وفي ظل اللهث الأعمى خلف الشعارات الغربية والتنازلات المُقدّمة مُقابل بضع مظاهر نحاول بها أن لا نشعر بغُربة الوجود - أقول: إن الواحد منّا مجبولة فطرته على الحُب، منذ حضن الأم الأوّل، وآذان الأب بـ "الله أكبر" في أذن صغيره، منذ قبلة ترسمها جدة على جبين حفيدها مرورًا بقصائد كُتِبت في الحُب، أغانٍ غُنيّت في الحب، فنون وألوان ومشاهد وروايات في الحب.. يحبّها ذاك الإنسان.. يشعر كما لو أنّها وُجّهت له حانيةً على قلبه.. وصولًا لأن يشعر بشيء ما يفقده، لا يعرفه، لا يتذكّره، فقط يُدرك فقده له.. وربّما يدعو: "اللهم يا جامع الناس اجمع بيني وبين ضالّتي". ضالّته التي لا يعرفها حتى! ثم فجأة، يجدها فيقول: ها قد وجدت جزءًا منّي ضاع في متاهات الحياة وبين أزّقتها وسماءها وأرضها، بحرها وجبالها.. وهنا مُفترق الطرق.. بعد هذا الإيجاد العظيم، الذي دقّ قلبه ولأوّل مرة لأجله يُحَدد مصير هذا الإنسان: إما أن يهنأ بعدها فيُدندن لأمّ كلثوم بنشوة وسعادة قائلًا: "صالحت بيك أيامي، سامحت ببك الزمن" أو أن يُردد أبيات قصيدة مجهولٌ كاتبها: "ولي حز...