الرجال≠النساء؟!


أتعجّب لما أراه اليوم من مصطلحات رنانة وشعارات لافتة وحملات توعوية ومنظمات عالمية وإعلانات وقنوات وصفحات وكتب ومجلّات تدور حول ما يسممّى ب"المساواة بين الرجل والمرأة" لا أستطيع فهم إن كان كل هذا هدفه  فعلاً المساواة بينهم، أم هو مطالبة النساء بحقوقهن المهضومة من قِبل الرجال كما يقال وكما يُتداول في النقاشات الرسمية بين النساء اللاتي يطمحن لأن يُعاملن معاملة الرجال في المجتمع، لن أُطيل الحديث حول المساواة وما يرافقها من مطالب ولكنّي سأنهي هذه الفقرة بأنه الرجال والنساء متساوون منذ الخليقة ربما ليسوا متساوون في الحقوق والواجبات لكن لكل منهما خصائص معينة تختلف عن الآخر لذلك وُكّلت لهم وظائف فيما تناسب خصائصهم العقلية والعاطفية والجسمانية، وليس بها تفضيل لأحد عن أحد وليست حكرا على فئة دون غيرها، ولمزيدٍ من المعلومات الشافية لحيرتكم حول هذا يمكنكم البحث والإطلاع حول المبادئ الدينية الإسلامية والتي توضح الإهتمام الكبير بالرجل والمرأة على حدٍ سواء، وهذا أمرٌ لا يخفى عنّا جميعاً فقد كرّم ديننا كل المخلوقات لاسيما الإنسان الذي لم يُخلق عبثاً ولم يُخلق لتضيع مجهوداته سُداً وهباءاً منثورا خلق لسبب وبسبب..لأدخل الآن فيما أحببت أن أدلي به في هذا المقال والذي يثير إعجابي وإهتمامي حقاً والذي أرى بأنه لا يخلو من بعض الصفات العنصرية بطريقة أو بأخرى، ألا وهو تعالي الرجال عن النساء وإستنقاصها وهضم حقوقها والتسلط عليها بالقوة والنظرة لها بنظرة دنيا، بالإضافة إلى قناعتهم التامة بأنهم وحدهم من قادرين على البناء والعمار والقيادة والعيش وحدهم على هذه الأرض دونما أنثى وأنهم في غنى تام عنها وهذا ناتج من عدم فهمهم الكامل لما ورد في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة والتي كانت توجه رسائل إلى الرجال بأنهم قوامون على النساء وأمراً لهم باللطف بالقوارير وغيرها من الآيات والأحاديث التي بها تعظيم للمرأة والرجل في آن واحد، لكن وللأسف الشديد أُخذت بمفاهيم خاطئة وشوّهت ولطّخت بالأعراف والعادات والتقاليد ثم نُسبت من جديد إلى الدين وأصبح الظلم يُمارَس من منطلق التدين والذي أصلا أن الدين والتدين يريئان من كل هذا الهراء..والذي أعجب منه أكثر فقد ظهر مؤخراً وإنتشر كإنتشار النار في الهشيم وهو تفضيل النساء أنفسهن على الرجال وثقتهن الكبيرة بأنفسهن والتظاهر بالإستغناء التام عن الرجال، ونظرتهم السلبية دوماً لهم، ومحاولاتهن المتكررة في هزيمتهم والتي جعلت منهن معميات ومغيبات عن دور الرجل المهم جدا في الحياة، وعن وظائفه والتي لن تستطيع أنثى أن تنوب عنه في القيام بها!ومما سينتج عن هذه التصرفات المتهورة عدة نتائج سلبية على حياة كل من الرجال والنساء، والعبث بالمنظومة الكونية بأفكارٍ تخالف الفطرة الإنسانية هذا بالإضافة إلى إحداث خلل مجتمعي كبير يؤدّي بنا إلى الهاوية.ما أريد فعلاً إيصاله للقارئ أن هذا الكم الهائل من التغطرس والمعاناة والحرب الهادئة -أحيانا- والمصارعة الحرة السالكة مساراً مختلف قليلا عن حلبات المصارعة، والتي تقام بين الرجال والنساء اليوم ليست بالشئ الجيد ولن تثبت قوة أحدهم، ما سيُثبَت حقاً هو كم الغباء والأنانية وحب الذات والنرجسبة في أفراد المجتمع والذي لن يقدر على المضي بخطوة واحداً للأمام بكل هذه السمات حديثة العصر مزيفة الحقيقة خالية من أي براهينلنميل أكثر إلى المنطق ونلينه قليلاً بالعاطفة حتى نتمكّن من التعايش بالشكل المناسب وبأدوارنا الصحيحة تنفيذا لواجباتنا وأخذا لحقوقنا بشكل سلمي مسالم دونما ضحايا وأضرار إجتماعية في آخر المطاففإن كان الله سبحانه وتعالى أراد أن يخلق خليفة من الرجال فقط على الأرض وأمرهم بعمارها وحدهم فتعمر الأرض بنوع واحد من البشر لفعل، وخلقهم بخصائص تجعل منهم في غنى عن أي نوع آخر مختلف قليلاً أو كثيرا من البشر، وهكذا مع النساء فإن كانت الأرض، من عليها ومن يحكمها ومن يبنيها نساءاً فقط فالأمر أشبه بمعجزة كونية يصعب تخيلها..لكنه سبحانه خلقنا سوياً بإختلافاتنا وميولاتنا وأفكارنا وعواطفنا لحكم كثيرة بعضها ظاهر لنا قادرين على إدراكه وتفسيره وبعضها الآخر يخفى عن توقعاتنا وتصوراتنا البشرية، لهذا خلقنا الله جميعاً بحاجة إلى بعضنا البعض لنصل سوياً إلى الكثير ولنحقق الكثير سوياً، ولنزرع بذور الأمل في جوف الأرض لنستيقظ مع شروق نباتٍ جديد، نعمل جنباً إلى جنب نتحد بقوة ننشئ ونخطط سوياً، كل منا له صفاته، خبراته وتجاربه وعلمه ومواهبه التي تختلف عن غيره وعند دمجها جميعا ننشئ قوة هائلة مذهلة قادرة على تغيير العالم والرقي به، لهذا الرجال والنساء بالعمل معاً قادرون على تغيير العالمفنحن بحاجةٍ لنا جميعاً.سوياً نمضِ قدما لنحقق ما خُلقنا من أجله ولنكون خليفة الله على الأرض كما أُمِرنا.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

في يوم المرأة العالمي || المرأة المسلمة لا تحتاج للتمكين

لأنّه كامنٌ فِيك

في عيدهم المزعوم