[حولي النظارة بالك يخطبوك]


.
هكذا تبادر قريبتي بنصحي في كل مناسبة أو تجمع عائلي، رغبةً منها في إسعادي بأفكارها البسيطة والتي ربما تراني "عانس" وتؤمن بأن نظارتي هي المشكلة والعائق، ونزعها هو الحل الوحيد لإنقادي من العنوسية ليس إلا!
رغم أن هذه الجملة تضايقني كثيراً لكني اعتدتها وأعذرها كثيراً لأن مفهومها للسعادة الحقيقية يختلف عن مفهومي الشخصي، فأجيبها قائلة "مستحيل" مصاحَبة بإبتسامة خفيفة ملاطفةً لها، خالية من أي تفسير
أرى بأنه من "الاستهبال" نزع نظارتي لغرض أن تُعجب بي والدة دكتور وتركض لخطبتي، وأن ارتدي خاتم الخطوبة أمام صديقاتي وأتباهى بخاطبي الدكتور الذي لن يتكرر مثله على وجه البسيطة والذي سيصبح فجأة السبب الأول والوحيد لسعادتي.
هل انزع نظارتي وأعجز عن الرؤية الواضحة والتي ربما ينجم عن هذا الفعل شعور بالغثيان وعدم التوازن وقلة التركيز ومشاكل صحية في الدماغ والعينين وأن اسبب لنفسي مشاكل صحية في غنى عنها لسبب كهذا؟!
وأياً كان السبب فلن أفعل مالا يرضيني في سبيل إرضاء ونيل استحسان غيري..
كما أني أرى أن محاولات لفت إنتباه أمهات الأولاد في المناسبات بالرقص الذي يسبب احيانا ارتجاج المخ، وارتداء الكعوب العالية لأتظاهر بأني طويلة، أو العدسات لإبهارهن بلون عيناي الجميلتين أو حتى التظاهر "بالفلاحة" أمامهن غايةً في الغباء، أستطيع فعل كل هذا لأنال أنا اعجاب نفسي ليس إلا..
المنافسات الساخنة بين الفتيات اليوم على من تُخطب قبل الأخرى ومن ترتدي فستان زفافها أولاً ، أصبح في غاية القرف و مثير جدا للسخرية، من وجهة ننظري
أرى أنه هناك ما هو أجمل للتنافس حوله والوصول له أولاً، شيء ما يجعلك تفخري بكونك فتاة وصلت إليه، شيء يسمو عقلك وروحك تعلو به، التنافس على أن تكوّن كل واحدة منا شخصية مستقلة بذاتها، دارسة، عاملة، لها يد في بناء محيطها ولو بمساهمات بسيطة أجدر بالتنافس حولها والسعي المستمر لها
أؤمن بهذا جداً
الزواج والحصول على عدد و قدره من الأطفال رحلة طويلة صعبة شاقّة، لا يبدأها سوى من يثق أنه يستطيع السيطرة على تحركاتها طول الطريق، واختيار كهذا يجب أن يُدرس بالمنطق لا بالعاطفة
لأن اطفالك أمانة عندك من الله فلا يجوز ارسالهم دائماً إلى "حوش إمّاليك" وأن تقوم والدتك بأخذ دور المربية أو ما شابه لهم نيابة عنك!
هذا بالاضافة على أنه هناك خطوات أو ربما فنون للتربية والتعامل مع الأطفال على الأم تعلمها جيداً لتضمن تنشئة فرد من أفراد المجتمع المساهم والمبادر بدلاً من الضرب والتوبيخ المستمر
وتعلم مفاهيم كثيرة اخرى، إن كانت جادّة في خوض غمار هذه الرحلة الطويلة والتي ستكون فيها الواحدة مربية ومعلمة وطبيبة قبل أن تكون أُماً وصاحبة مسؤولية كبيرة.
وأخيراً أكرر، بأن المحاولات والتي تكون غالبا محاولات عقيمة في التظاهر بشخصية ليست أنتِ حقا والتمثيل المستمر أمام الأمهات لأي غرض كان ما هو إلا غباء ناتج عن عدم ثقتك بنفسك أخيتي
عليكِ معرفة أنك جميلة كما أنت، وجميلة جدا محاولاتك بإضافة بعض اللمسات التي تجعلك أجمل أمام نفسك وأمام المرآة صديقتي، وأن جوهرك هو المطلوب والمرغوب به.
دمتم بخير.


المشاركات الشائعة من هذه المدونة

في يوم المرأة العالمي || المرأة المسلمة لا تحتاج للتمكين

لأنّه كامنٌ فِيك

في عيدهم المزعوم