كل سنة وأنتم طيبين يا غوالي




من الجميلٌ أن تكون ليبياً ولأسباب عدة، لكنّي هنا لأذكر لك أسباباً ربما تكون غريبة بعض الشيء، وليست كما اعتدنا.. جمال كون الشخص ليبي بسبب تاريخ البلاد العريق، والتضحيات التي يقدمها شباب ليبيا، وانتصاراتهم على المحتل سابقا، وموقعها الجغرافي الاستراتيجي..إلخ هذا بالتأكيد يدعوا للفخر..إنما هنا لأقول لك بأنك شخص محظوظ كونك تعيش في ليبيا وتحمل جنسيتها لأنك تعايش "القوسطو" بتفاصيله، تعايش المفاجآت الغريبة والتي ربما اعتدنا معايشتها لكننا نتفاجأ مع كل مفاجأة..فمثلا كما شهدنا العيد في ليبيا كانت مفاجئة صادمة، فلم نتيقن قدوم العيد إلا في ساعات الليل المتأخرة بل قبيل اذان فجر الثلاثون من رمضان بنصف ساعة! كان خبراً مفجعاً للكثير مِنّا "خلعة"، لأننا شعب يعشق المماطلة أخّرنا الكثير من الاعمال الى الثلاثين من الشهر الكريم والذي بقدرة قادر فجأة تحوّل إلى الواحد شوال!فتلك التي تحضر عجين "الغريّبة" وتريد تغليفها لتشكلها في اليوم التالي..وتلك التي ملأت شعرها بزيت الزيتون ليكون في ابهى حلّته يوم العيد..وغيرهم الكثر..فالاعمال التي كنّا ننجزها في عدة أيّام وتأخذ جل وقتنا، أنجزناها بسرعة البرق في ساعات معدودة!انتشرنا في شوارع المدن كالبازلاء المجمدة لننهي شراء حاجياتنا..اصبحنا شعباً يقظاً متيقظاً في لحظة!ولأننا شعب نحب التعليق والتعقيب على كل ما يجري حولنا سواءاً خصّنا أم لا أو كان تدخلنا يفيد أم لا، لكننا عهدنا أنفسنا منذ تجمعنا في هذه البقعة الشاسعة بأن نتخذ من "الدوة الفاضية" عادة! فشهدنا بذلك على الحس الكوميدي عند غالبية الشعب وأن حدثاً غبياً كالذي حدث استطاع بكل سهولة أن يكون كالعلكة في أفواه الجميع، لأنه فعلا تسبب في ارتفاع نسبة الادرينالين واللايكات والكومنتات،..ما أريد أن اوصله بأننا شعبا قادر على تحويل المأسآة إلى نكت سمجة ونضحك جميعنا عليها..وأننا نعايش احداث "اكشن" قوية جداً..وان العالم يرانا "مضحكة"ومن هنا أقول بأن الرابع من يونيو هو تاريخ استثنائي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، سيظل لمدة طويلة موضع جدل ونقاش بين من أراد الصيام و رأى بأن هذا اليوم هو فرصة جديدة ربما للدعاء والقيام، ومن أراد أن يرتدي "الزبون" وياخذ سيلفي قدام الجامع ويضعها ع الفيس و يكتب "كل سنة وأنتم طيبين يا غوالي" وكلاهما لا يملك دليلا أو برهاناً على إدّعائه هذا سوى أنها رغبته الشخصية ليس إلا..

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

في يوم المرأة العالمي || المرأة المسلمة لا تحتاج للتمكين

لأنّه كامنٌ فِيك

في عيدهم المزعوم