مفيش قيود

-

"ليش إتّاعبي في دماغك؟!" 


سؤال وُجّه ليا خلال هدرزة من فترة.. محفور في بالي لحد توا، ما نتفكرش في اجابتي بقدر ما نتفكر في المشاعر اللي حسيت بيها والتلخبيط اللي صارلي والدنيا انضربت عندي أخماس في أسداس هداك الوقت.
واكتفيت بإجابة "هكي"
لأنّي حسيت بسذاجة السائل اللي نسي سؤاله أصلا، وإني حتى لو وضحت المغزى و فكرة إني "ليش نتاعب في دماغي" زي ما يقصد، مش حيفهم فكرتي.
فكّرت واجد في اجابة منطقية للسؤال وكأني احتجت ان نعاود نرتب افكاري من جديد و نلقى اجابة تقنعني اني الاول قبل ما نقنع بيها اي حد ثاني.
ليش نتعاب في روحي طالما إني قاعدة ناكل ونشرب ونقرا وماشية اموري عادي جدا وراودتني افكار بالقبول بالمستوى العادي و البسيط طالما إنّا احني اصلا نهايتنا تحت التراب ومش حيفرق مجهودي أو قِلّته.
ليش نتعاب في روحي ونطّلع ونجرب ونتعلم ونخدم ونفكر واخر شيء نهايتي المطبخ زي ما يقولوا!!
.
توصّلت للإجابة المقنعة فعلا بالنسبة ليّا:

 الافكار المحفورة في عقليات الناس اليوم خلّت نظرتهم بسيطة للحياة و تفكيرهم دنيوي و دوني، عايشين عبثاً بمجهودات بسيطة وراضيين و مقتنعين بالحياة العادية جدا اللي قاعدة راكدة من عشرات السنين على نفس الوضع، و ينظروا للغرب بنظرات الاعجاب و لأنفسهم بأنهم ما يقدروش ينجزوا انجازات كبيرة و انهم ضعفاء و يختلقوا في الاعذار الواهية تبريراً لكسلهم، وفي البعض منهم تلقاه يبذل في مجهود بشكل يومي، و يتعب و نفس الروتين اليومي يتكرر طول السنة ويقولك مافيش شي يتغير و ما وصلنا لشيء و مجهوداتنا ضايعة في الفاضي، وما عندناش حظ في الدنيا و كلام زي هكي ، هدا موضوع ثاني ويبي دراسة طويلة اصلا و متطلب اعادة جدولة الروتين و ترتيب الاهداف و الخطط من جديد لو كانت موجودة اصلا.
وجماعة ثانية
وقتهم ضايع في البوبجي🌚 والنت و الطلعات و القهاوي و المنتزهات و المناسبات و يقولولك الحياةهدي 100% متريحين و رايقين و ناكلوا و نشربوا الحمد لله..
اوكي الحمد لله على كل حال..
لكن اللي نبي نوصله ان احني ربي خلقنا بقدرات و امكانيات هائلة نقدروا انديروا بيها حاجات رهيبة والله، عطانا كل مقومات الحياة و طلقنا في الارض و قاللنا ابنوا و عمّروها بايديكم، عطانا عقول نقدروا نغيروا بيها العالم و فِكر و بصيرة و رؤية غير المهارات و المواهب و الشغف اللي اني عن نفسي مؤمنة ان كل واحد منا يملكها،
وفكرة ان ليش انتعاب في دماغي وليش ما نعيشش عادي و حياة بسيطة، لأن اني مؤمنة ان عندي ما ننجز و عندي قدرات نقدر نصنع بيها المستحيل زي اي حد في الدنيا كلنا عندنا القدرات هدي، ومن واجبنا ان نخدموا عليها و نطلعوها لأن قدراتنا هدي كلها مش ملكنا و مش احرار فيها ربي وهبها لينا عشان نستغلوها في اللي ينفعنا و ينفع غيرنا و حيحاسبنا عليها "عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه"
ومؤمنة ان كل واحد فينا يقدر ينجز حاجات كبيرةة
وان لازم نجربوا كل شيء عشان نعرفوا قدراتنا لعند وين حدها، ومؤمنة بأن مفيش فرق بيننا و بين العباقرة اللي قبلنا اللي تغير العالم و منظومة الكون بسببهم علماء و مخترعين و مفكرين و مثقفين
ما نقصدش ان احني لازم نخدموا عشان نغيروا العالم و انديروا حاجات ضخمة و نتاعبوا نفسنا فوق طاقتنا و فوق ما نتحملوا لكن واجب علينا ان نجربوا و نحاولوا و نخدموا و نوصلوا و نحققوا انجازات و لو صغيرة.
.
هُمّا يعتبروا في المجهودات المبذولة كنوع من التعب، وعن نفسي نعتبر فيه نوع من أداء الواجب 💙
.
وطالما نظرتك لنفسك نظرة دونية كل الناس حتنظرلك النظرة هدي انك شخص ضعيف و متآكل زي ما تعتقد..
و لأنك لو ما تحركتش مش حتعرف حد قدراتك.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

في يوم المرأة العالمي || المرأة المسلمة لا تحتاج للتمكين

-
صورة
وفي يوم المرأة العالمي والذي أقرّته تلك المُسمّاة بمُنظّمة "الأمم المُتحدة" وفي ظل الانتهاكات الشنيعة التي تتعرض لها النساء في أفغانستان، غزة، السودان.. تحت صمتهم المعهود المقصود عندما يتعلّق الأمر بالإسلام والمسلمين - أقول:  لسنا بانتظار ولا بحاجة لمن يُعلّمنا هُويّتنا، ويُرشدنا لواجباتنا، ويُوعّينا بحقوقنا، ويصنع لنا ما يسمّى بمشاريع "تمكين المرأة"؛ قانعًا بأننا لسنا مُمًكّنات وبحاجة للتمكين الذي يتناسب أهواءهم بناءً على ما هو حريٌّ به تفكيك الأسرة وتشكيك الواحدة منّا في غاياتها الكبرى وما هي منوطة به من واجبات!  ذاك الذي يحاول خلق يومٍ عالميٍّ لنا ليميّزنا عن ما دوننا من مخلوقات ويحتفي بنا وكأننا نموت توقًا لاحتفائكم وتمييزكم، خسئتم وخسئت مساعيكم!  حقوقنا وواجباتنا نتعلّمها من شرعٍ آمنّا به وتمسّكنا بحباله وخاسر من تعلّمها من غيره، نأخذ حقوقنا طواعية وننتزعها عُنوةً من عيون الغاصب عندما يتطلّب الأمر.  قِيمتنا ليست بمدى رضاكم عنّا ومدى قدراتنا على أن نُجاري أفكاركم وسلوكياتكم، فنحن بنات دينٍ علّمنا أن قيمتنا ليست بيد حاكمٍ أو ملك أو جهةٍ ما أيًا كانت ما تدّعيه من
قراءة المزيد

لأنّه كامنٌ فِيك

-
صورة
  أكثر قراراتي جُرأة؛ اتخذتها للهرب من وضعٍ لا يُحتمَل وواقعٍ أليم! صنعت فُرصًا عندما خسرت الكثير منها، وفتحتُ بقلبٍ مُرهف ويدين مُرتجِفَتين أبوابًا بعدما أوصِدت في وجهي أبوابًا أخرى بقوة، تظاهرت بعكس ما أنا عليه لأنأى عن شفقةٍ ومذلّة.. لكنّي مهما هربت مُبتعِدة عن أشخاصٍ خذلوني وأماكن سرقوا منّي نفسي وتحديّات أرهقتني وتجارب ردمت ذاك الطفل بداخلي، ومهما حاولت أن أصنع متكّئات جديدة وأعوّض أحزاني بضحكات مزيّف واللعب على أوتارِ الحياة بمعزوفاتٍ لا أتقِنُها، أُدرِك أن هذه المحاولات ماهي إلا أضحوكة اصنعها لأُسلّي بها نفسي، ونهاية كل يوم أقول لها بواقعية: وإن كنتِ على كوكبٍ آخر همُّكِ لن تهربي منه لأنّه كامنٌ فِيك والذي يكمنُ فينا لن نهرُب منه إما أن نتعايش معه أو نتناساه والتعايش معه موتٌ بطيء، وتناسيه أكذوبة لن تُصدّقيها وإن تظاهرتِ بذلك!
قراءة المزيد

في عيدهم المزعوم

-
صورة
 في عيدهم المزعوم، وفي ظل اللهث الأعمى خلف الشعارات الغربية والتنازلات المُقدّمة مُقابل بضع مظاهر نحاول بها أن لا نشعر بغُربة الوجود - أقول:  إن الواحد منّا مجبولة فطرته على الحُب، منذ حضن الأم الأوّل، وآذان الأب بـ "الله أكبر" في أذن صغيره، منذ قبلة ترسمها جدة على جبين حفيدها مرورًا بقصائد كُتِبت في الحُب، أغانٍ غُنيّت في الحب، فنون وألوان ومشاهد وروايات في الحب.. يحبّها ذاك الإنسان.. يشعر كما لو أنّها وُجّهت له حانيةً على قلبه.. وصولًا لأن يشعر بشيء ما يفقده، لا يعرفه، لا يتذكّره، فقط يُدرك فقده له.. وربّما يدعو:   "اللهم يا جامع الناس اجمع بيني وبين ضالّتي".  ضالّته التي لا يعرفها حتى!     ثم فجأة، يجدها فيقول: ها قد وجدت جزءًا منّي ضاع في متاهات الحياة وبين أزّقتها وسماءها وأرضها، بحرها وجبالها.. وهنا مُفترق الطرق.. بعد هذا الإيجاد العظيم، الذي دقّ قلبه ولأوّل مرة لأجله يُحَدد مصير هذا الإنسان:   إما أن يهنأ بعدها فيُدندن لأمّ كلثوم بنشوة وسعادة قائلًا:   "صالحت بيك أيامي، سامحت ببك الزمن" أو أن يُردد أبيات قصيدة مجهولٌ كاتبها:  "ولي حزنُ يعقوبٍ
قراءة المزيد